التجمع يكرّم الإعلامي الأستاذ حسين مرتضى

 

السنة الثانية عشر ـ العدد142 ـ (ذو القعدة ـ ذو الحجة 1434 هـ ) تشرين أول ـ 2013 م)

نشاطات أيلول 2013

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

كرم تجمع العلماء المسلمين الإعلامي الأستاذ حسين مرتضى على الانجازات التي قام بها في تغطية الأحداث في سوريا وما تعرض له من إصابات ، وقدم له درعاً تكريمياً. وكانت قد ألقيت كلمتان في الحفل لكلٍ من رئيس الهيئة الإدارية في التجمع سماحة الشيخ حسان عبد الله والأستاذ حسين مرتضى.

كلمة الشيخ حسان عبد الله: إنها الحقيقة التي لا مراءَ فيها ولا محاباةَ.. مهنةُ المتاعب هي التي تفعل فعلها في عالمنا هذا.. وإذا ما أمعنَ المرءُ النظرَ في آثارِ خطى العاملين المجدِّين بلا كللٍ ولا ملل وجد أن الإعلامي الذي يقتحم الصعاب من أجل جلاء الحقيقة التي باتت تُزيّف كثيراً وسط هذا الكم الهائل من الفضائيات الكاذبة والمفبرِكة للخبر... هو الذي تحتاجهُ الأمم.. الإعلامي الذي يطأ أرضاً مليئةً بألغام المؤامرات والدسائس فيتخطاها وهو مطمئن ليصل إلى ضفةِ الخبر اليقين.. وكم كان لدى حسين مرتضى الخبر اليقين. إن الرقي لأعالي القمم هو معيار ما تحمله النفس الأبية من هممٍ تصل بنا إلى الارتقاء بمجتمعنا نحو ما نصبو إليه من مجد لهذه الأمة.. بصراحة.. إننا عندما نريد أن نكرِّم صحافياً أو إعلامياً فإننا بذلك نتكرّم به.. ونكرِّم أنفسنا وقيمنا إذا ما كان هذا الإعلاميُّ مجاهداً من أجل جلاء الصورة ونقل الخبر كما هو.. تعجز عبارات الثناء والتمجيد .. وإشارات الرضى والقبول.. فهي تخجل من عدم الإيفاء بحق من سهر الليالي أو دفع من دمه ضريبةَ العطاء الذي لا حدود له.. أو نحت صخر الصعاب .. أو تحمل العبء والمثابرة.. وهنا كان لزاماً أن نتوقف تكريماً واحتراماً لمن أفنى الأوقات والساعات خدمةً للحقيقة والخبر اليقين بلا زلفى.. بل هو شعور وتحدي للارتقاء بشعار: صحافة واعدة لأمةٍ رائدة...

أيها العزيز.. نحن هنا نتكرم بك.. ولا يسعنا إلا أن نقول لك شكراً على طريقتنا على الرغم من إدراكنا أن هذا الشكر قد لا يفي حقك.. إلا أننا نقول حاولنا ذلك والله هو المسدد.. وعلى هذا الدرع كتبنا باسمكم سادتي العلماء: " هكذا أنت.. كما السنبلة تنحني للريح ولا تنكسر.. كما الفارسُ المقتحم.. لا يضنيه الطريقُ الوعرُ.. باتجاه الضوء دائماً سعيُكَ.. وهذا بعضٌ من سناكْ..  تقديراً لتفانيك في مهنة المتاعب.. وعربون محبةٍ ووفاء منا إليك أيها الفارس الإعلامي هذا الدرع". ونحن إذ نغتنم فرصة وجودك بيننا نود أن نطلع منكم على وأنت الخبير على آخر معطيات الواقع الميداني كما هي خاصة وبعد فشل المشروع الأمريكي الصهيوني في شن الحرب على سوريا بات الوضع الميداني اليوم هو الفيصل وما نراه من تقاتل بين التكفيرين هو دليل على بداية الفشل والكل منهم يحاول أن يثبت أن الوحيد في الساحة وهو الممثل  الوحيد  للمعارضة في حين أنهم كلهم أدوات لدول تتصارع على أرض سوريا وتريد أن تفرض نفسها محاورا في الحوار المقبل كي تخرج بأقل الخسائر الممكنة ومن هنا نقول أنهم جميعا سيفشلون وستدور عليهم الدائرة وستبقى سوريا بإذن الله رأس حربة المقاومة الأخ المجاهد حسين مرتضى تفضل المنبر لك... وألف شكر لك أيها العزيز.

ثم تحدث الزميل حسين مرتضى وفيما يلي أهم ما ورد في كلمته: في البداية أعتذر منكم لأني أتحدث في حضرة العلماء وهذا شرف لي وثانياً أشكر تجمع العلماء على هذا التكريم وبالطبع ما نقوم به في هذه المرحلة بالذات هو واجبنا خصوصاً فيما يتعلق بنقل الحقيقة على الساحة السورية في البداية ربما السؤال الذي كان يطرح منذ الأيام الأولى للحرب التي تشن على سوريا قبل عامين ونصف هو : لماذا سوريا؟

الآن بعد مرور هذه الفترة الزمنية وتطور الأحداث على الساحة السورية أعتقد بأن الجميع كما كنتم في محاضراتكم وفي لقاءاتكم الشعبية تتحدثون بأن ليس الهدف هو بأن يكون هناك حرية أو إصلاحات أو ديمقراطية. الهدف أكبر من ذلك أصبحت هذه المفاهيم التي كنتم تتحدثون عنها وذكرناها منذ الأيام الأولى أصبحت واضحة للجميع، ربما قطعنا هذه المرحلة بأن لماذا استهداف سوريا وما الذي تمثله سوريا.

ما أريد أن أركز عليه لأستغل هذا الوقت بالإضافة إلى بعض الصور والخرائط التي سوف نقوم بعرضها لنتحدث عن الذي جرى في الساعات الأخيرة. ربما الأيام الأخيرة حملت معها تطورات كثيرة تحديداً فيما يتعلق بالملف السوري وبالتحديد بعد تصاعد الحديث عن عدوان ضد سوريا. ماذا جرى؟ لماذا تراجع الأمريكي عن هذا العدوان؟ ما الذي تغير على الواقع الميداني؟ الواقع الميداني هو الذي يفرض الحالة السياسية الآن، ومنذ بداية الأزمة في سوريا كان الواقع الإعلامي هو الذي يفرض الواقع على سوريا، لأن الحرب على سوريا بدأت حرب إعلامية وما زالت مستمرة، والآن القرارات السياسية والتطورات والمواقف الدولية تُبنى على الواقع الميداني. انطلاقاً من هنا كان هناك في الأيام الماضية من حوالي الأسبوعين تطورات كثيرة شهدها الواقع الميداني، لذلك كان هناك تغيير في الواقع العسكري إذا صح التعبير ومنه الواقع السياسي، ولا بد هنا أن نفصل بين الواقع الأمني والواقع العسكري. هل هناك تطورات وإنجازات عسكرية يحققها الجيش السوري من خلال عملياته؟ بعيداً الآن من أن هناك حرباً على سوريا وبعيداً عن إرسال سلاح ومسلحين وسنتحدث عن هذه النقطة لأنها جداً مهمة، انطلاقاً من كلام السيد حسن نصر الله (حفظه الله) عندما قال من الذي يحاول أن يحتل سوريا؟ ومن الذي يتواجد بهذا العدد الكبير الآن على الساحة السورية؟ ما جرى على الساحة السورية بعد بعض المتغيرات، الهدف ومنذ الأيام الأولى عندما بدأ التركي يحدد فترة زمنية أنها أسابيع وأيام وأشهر بأن النظام في سوريا سوف يسقط .ما جرى في الأيام الأخيرة أنه بعد أن انكفأ القطري عن الملف السوري تصدى السعودي لهذا الملف وبالتحديد بندر بن سلطان، الآن نتحدث بالأرقام منذ حوالي الشهرين عقد اجتماع في اسطنبول ضم بعض  قادة ما يسمى الجيش الحر وبعض الألوية التابعة لجبهة النصرة وبندر بن سلطان وبعض الضباط الأمريكيين والضباط الأتراك؟ منذ ذلك الوقت طلب بندر بن سلطان من المجموعات المسلحة أن يتم التركيز على العاصمة لأنه إن لم يكن هناك أي تقدم ميداني أو أي تغيير استراتيجي لطبيعة المعركة في العاصمة دمشق تحديداً لن يكون هناك تقدم للمجموعات المسلحة وبدأ العمل على هذا الإطار. كان هناك اجتماع أخر عُقد في احد الفنادق بالأردن، ضم الأمير سلمان وبعض ضباط المخابرات الأمريكيين إضافة إلى أبو محمد الجولاني وهو قائد تنظيم القاعدة في سوريا جبهة النصرة تحديداً وعندما قيل إن كنتم تذكرون أن أحمد جربا رئيس الائتلاف السوري زار درعا كان في الاجتماع ومن بعدها مباشرة كان هناك زيارة للحدود ودخل إلى بعض المناطق القريبة من الحدود الأردنية السورية التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة. من هنا بدأ المنحى الميداني يأخذ تصوراً آخر وتطوراً آخر تدربت المجموعات المسلحة بإشراف ضباط أمريكيون عليها ومن ثم يتم إدخالها إلى سوريا يتم إدخالها من الناحية الجغرافيا من الأردن إلى درعا إلى الصحراء ثم إلى عدرا وبعدها يتم الوصول بها إلى منطقة الغوطة الشرقية. في منطقة جربا تم إدخال مجموعات مسلحة هذه الحادثة تأتي قبل ساعات من ضرب الكيماوي تم تحديد ساعة الصفر الشهر الماضي من قبل المجموعات مسلحة  وتم تجميع حوالي 500 مقاتل 24 سيارة رباعية الدفع إضافة إلى ست دبابات، كيف حصل الجانب السوري على هذه المعلومات؟ من الذي زود الجيش السوري هو الذي استطاع رصد الاتصالات الهاتفية لهذه المجموعات المسلحة هذا الأمر اتركه لكم. تم تحديد تجميع هذه القوات على أساس أن تدخل من منطقة جربا مباشرة إلى جرمانا وكان التركيز عليها لأنها تعتبر قريبة من الغوطة وفيها العديد من العوائل، هذه المنطقة إن استطاعت المجموعات المسلحة أن تسيطر عليها هي فعلياً أصبحت في قلب العاصمة، المهم  كانت المرة الأولى التي يتم فيها استخدام سرب من الطائرات في سوريا، تم تحديد ساعة الصفر والطيران السوري قام بضرب كل هذا الرتل وتم تدميره وقتل أحد قادة المجموعات المسلحة وهو من جبهة النصرة وبدأت ليلتها جبهة من عدة محاور. إذا لاحظتم أول مسألة طلبها وزير الخارجية جون كيري بعد حادثة الكيماوي أن يتم وقف العملية العسكرية لماذا؟.. لأن الهدف كان هو أن تقف هذه العملية وأنهم تفاجئوا بقدرة الجيش وتفاجئوا بقدرة الاستخبارات للجيش، وهذه العملية عملية التقدم الذي جرى، وبدأت عندها قصة الكيماوي ليبدأ الحديث عن أن الجيش السوري أو الحكومة السورية هي التي استخدمت الكيماوي وبدأت تتكشف حقائق وانتم على اطلاع بهذا الموضوع. فقط نقطة أريد أن أشير إليها فيما يتعلق بالسلاح الكيماوي أنه إذا ضُرب هذا الغاز في منطقة. أنا كنت أتابع هذا الأمر عبر القنوات التلفزيونية أنا أحاول أن أتع الإعلامي الأستاذ حسين مرتضى اطى بالسلاح الذي تحاول أن تستخدمه المجموعات المسلحة وهو سلاح الإعلام والقنوات. قالوا في اللحظات الأولى فجراً أن الغاز ضُرب في منطقة المعظمية وإذا ضرب هذا الغاز في منطقة المعظمية كل سكان البرزة سيتضررون من هذا الغاز، لا يوجد هناك فاصل يعني حوالي 3 كيلو متر فقط ثم انتقلوا  لمنطقة الغوطة للقول بأن في منطقة عين ترما أو بعض قطنا أو بعض المناطق وكذلك في يومها بالتحديد كان مجرى الرياح معاكس كلياً كل الرياح تأتي من الغوطة إلى العاصمة هذه النقطة فقط للدلالة على محاولة فبركة هذا الموضوع بغض النظر لاحقاً كيف كان هناك لقاءات أجراها بعض الصحافيين الأجانب من داخل المجموعات المسلحة وقالوا بأننا حصلنا على هذا الغاز من بندر بن سلطان وكان هناك سوء استخدام لم يطلق ولكن تم استخدامه في مكان ما وكان هناك هذا الضرر. الآن إذا أردنا أن نتكلم عن السلاح السوري وبالتحديد عن الكيماوي، كيف لسوريا أن تسلم هذه الترسانة أو هذا السلاح الكيماوي وهناك تجارب وخصوصاً لدى الدول العربية وبالتحديد مع صدام حسين مثل سُبَّحة، أنه يكون هناك مطالب أخرى ، الوضع السوري والملف السوري يختلف كلياً عن الملف العراقي. النقطة الثانية أن الهدف للسلاح أنه للآن حتى على صعيد السلاح الشخصي الهدف منه أن أحمي نفسي والهدف الثاني أن أقتل عدوي، إذا كان السلاح الكيماوي يجنب سوريا عدواناً ويجنبها تدمير البنى التحتية ويجنب سوريا ضحايا إن لم نقل بالآلاف بالمئات ألا تعتقد أو نعتقد كلنا أن السلاح السوري قد حقق من خلال امتلاك هذا السلاح الهدف من امتلاك هذه الأسلحة؟ هذه النقطة جداً مهمة لو بسطنا هذا الأمر بهذا الشكل. والنقطة الثانية أن المعطيات في المنطقة قد تغيرت، يعني إذا ما تم تسليم هذا السلاح الكيماوي وتفكيك هذا السلاح الكيماوي هل سيتغير شيء من الناحية الإستراتيجية بمعنى طبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، طبعاً لا لأن المقاومة عندما انتصرت في لبنان عام 2000 وعام 2006 لم تنتصر بالسلاح الكيماوي انتصرت بإرادة مقاوميها طبعاً بالدماء الزكية التي قدمت وكذلك بصواريخ ربما تعتبر في بعض الأحيان صواريخ بسيطة جداً، لذلك الآن تغيرت المعادلة، وبما أن الأمريكي والأوروبي والغربي هدفه هو حماية الاحتلال الإسرائيلي، إذن لن يكون هناك أي تغيير بطبيعة هذا الصراع لأن ترسانة الصواريخ الموجودة لدى سوريا هي تستطيع أن تمطر بها إسرائيل وتل أبيب، وأن تعرفون أن الصواريخ التي تم تدمير دبابات الميركافا فيها في وادي الحجير  هي صواريخ سورية، إذن من انتصر عام 2006 هي المقاومة لكن بدعم سوريا ودعم الجمهورية الإيرانية، تستطيع سوريا التي دعمت المقاومة أن تدعم نفسها إذا صح التعبير خصوصاً أن لديها حلفاء، كذلك حصلت منهم على أسلحة متطورة وصواريخ تستطيع أن تقلب المعادلة في أي معركة إذا كانت هذه المعركة قادمة.


 

اعلى الصفحة