قراءة في تداعيات الأحداث السورية

السنة الثانية عشر ـ العدد142 ـ (ذو القعدة ـ ذو الحجة 1434 هـ ) تشرين أول ـ 2013 م)

بقلم: المحامي الشيخ مصطفى ملص

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

سنتان ونصف مرت على بداية الأحداث السورية، وليس في الأفق حتى الآن أي إشارة جديدة تدل على إمكانية الخروج من الأزمة في ظل تشبث النظام وتماسكه، والدعم القوي الذي يحصل عليه من حلفائه الظاهرين والسريين وفي مقدمهم روسيا وإيران ودول البريكس، والعديد من الأنظمة العربية، التي تعلم علم اليقين أن انتصار السلفيين والإرهابيين والإخوان المسلمين سيكون بمثابة الكارثة على المنطقة عموماً وعلى تلك الدول خصوصاً.

وفي مقابل صمود النظام وتماسكه نجد مقاتلين من جميع أنحاء العالم تهوي أفئدتهم إلى بلاد الشام للقتال لإنشاء الدولة الإسلامية التي يطمحون إليها, ويرون الفرصة سانحة لإقامتها، ونجد دولاً عربية وأجنبية تقدم كافة أنواع الدعم العسكري والمالي، في سباق ممزوج بالشغف القاتل بمشروع إزالة النظام السوري ذي الأوصاف المقيتة المعروفة التي يصبغونه بها.

كل ذلك يجري في ظل رعاية  أمريكية - أوروبية وفرنسية على وجه الخصوص ظاهرة، بالإضافة إلى يد إسرائيلية ممدودة وبكل الإمكانيات المتاحة ولكنها سرية، وفي حال كشف عنها فلا يجري الاعتراف بها، نظراً لحساسية التدخل الإسرائيلي في الشؤون العربية، والضرر الذي يمكن أن يعود على حلفاء العدو الإسرائيلي.

إذ الصراع الدائر فوق الأرض السورية لم يعد صراعاً سورياً ـ سورياً بل أصبح صراعاً دولياً بكل معنى الكلمة، تتصارع فيه مصالح دولية، وهكذا يكون قد ظهر السبب الحقيقي للحرب في سوريا بعد ما جرى التذرع بالقمع  والقهر وطلب الحرية والعدالة، وهذا السبب هو المصالح الدولية والصراع الاقتصادي الدولي، ويأتي في طليعته الصراع على الغاز الذي يحتل مكانةً عاليةً في الاهتمام الروسي، ما دفع روسيا للقول للولايات المتحدة الأمريكية، إن سوريا بالنسبة إلينا كإسرائيل بالنسبة إليكم، وشفعت كل ذلك بحضور عسكري فاعل في البحر المتوسط. وتصدت أو على الأقل رصدت الصاروخين اللذَيْن أطلقا باتجاه شرق المتوسط كدليل على الجدية في الموقف.

عندما بدأت الأحداث قيل إنها بدأت على خلفية أطفال درعا، وما جرى من قبل النظام في قمعهم، بل الحقيقة أن الطفولة في سوريا دفعت الثمن الأكبر لهذه الأحداث وجرى استغلال استشهاد بعض الأطفال على شكل واسع إعلامياً، ولكن تسلسل الأحداث فيما بعد أكد أن كل ما جرى لم يكن إلا استغلالاً لخدمة المخطط الموضوع أصلاً, والمعد للتنفيذ انطلاقاً من أي سبب يتخذ ذريعة للحديث عن ظلم النظام وبطشه الذي بات لا يحتمل.

وقد كانت بعض القوى المتضررة من النظام في الداخل على استعداد لبدء التحرك لاسيما أن ما سمي ثورات الربيع العربي أعطت انطباعاً قوياً بأن الأنظمة  لن تقدر على الصمود، فما جرى في كل من مصر وتونس وليبيا يمثل نموذجاً مرضياً، وحيث تعجز الجماهير عن إسقاط النظام كما حصل في مصر وتونس فإن القوى الدولية وحلف الناتو  جاهزون للتدخل العسكري لإسقاطه كما حصل في ليبيا.

وكذلك فإن المعارضة الخارجية على أهبة الاستعداد لموافقة الإدارة الأمريكية والدول الأخرى الساخطة على النظام على أي تشكيل أو تركيب يمكن أن يشكل واجهة خارجية للثورة في الداخل كما  سميت. فتم تشكيل  المجلس الوطني السوري وائتلاف المعارضة, كما أعيد تفكيك وتركيب قيادة وهيكلية الجيش الحر مع ظهور ضباط جدد  برتب أعلى ينشقون عن الجيش النظامي ويلتحقون بالخارج.

ولا بد أن الجيش الحر والقوى المتضررة في الداخل من النظام وجماعة الإخوان المسلمين أعجز من التصدي للنظام وزعزعته وأن الدعم الشعبي لهذه الجماعات ليس بالقدر المتوقع عندها فُتح الباب لتدخل المجموعات الخارجية وفتح الباب للسلفيين وللتكفيريين ولكل من يرغب حتى القاعدة بفروعها المتعددة للمساهمة في مواجهة النظام السوري الذي أظهر تماسكاً على مختلف الأصعدة العسكرية والدبلوماسية والشعبية، وكانت النتيجة أن شهية التنظيمات الإسلامية قد فتحت على مصراعيها للولوج في النفق السوري، وبلغ حجم التدخل الخارجي حجماً صارت معه  الكلمة الفصل على الأرض في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة للمجموعات الخارجية من شيشانية وليبية وتونسية وعراقية، وأصبحت هذه المجموعات تضع قوانينها وتنفذ أحكامها ضد بعض أبناء الشعب السوري لاسيما أحكام الإعدام الميدانية والجلد والتعذيب وغير ذلك.

وجاءت أحداث منطقة القصير لتشكل تلك المنطقة التي وقعت تحت سيطرة المجموعات المسلحة المدعومة من كل من قطر والسعودية وبعض الجماعات السلفية في لبنان والدائرة أصلاً في الفلك القطري أو السعودي أو الكويتي، وكذلك من جماعات 14 آذار ؛ لتشكل خطرا متعدد الأبعاد حيث تحولت المنطقة إلى معبر للسلاح والمقاتلين الأجانب من لبنان الذي أعلنت حكومته عن سياسة النأي بالنفس التي لم فإن تعجب في البداية قوى 14 آذار ؛ التي كانت تطمح  إلى سقوط النظام بين شهر وشهر, وأسبوعٍ  وأسبوع، وساعةٍ وساعة, ووصل الأمر حد الاعتداء غير المبرر على ممتلكات وأرواح اللبنانيين المقيمين في منطقتي القصير وريف حمص.

ثم وصل الأمر إلى حد التهديد بالدخول إلى لبنان وملاحقة حزب الله وقياداته بسبب موقفها الداعم والمؤيد للنظام السوري، وقد أدت كل تلك التطورات والتدخلات والممارسات إلى اتخاذ حزب الله القرار بالدخول في المعركة إلى جانب قوات النظام، وأدى هذا التدخل بالإضافة إلى المواقف الدولية الداعمة للنظام وفي مقدمها إيران وروسيا إلى تعديل اتجاه المعركة والسيطرة على القصير وريفها ومعظم مدينة حمص، وكذلك في غيرها من المناطق.

وسوريا اليوم لم تعد الحرب فيها داخلية كما سبق وذكرنا، فالتدخل الأمريكي - السعودي - القطري - التركي - القاعدي ضد النظام صار أمراً ظاهراً ومعلناً به ويشكل سياسة علنية لتلك الدول، بالإضافة إلى إسرائيل التي شنت عدة غارات على سوريا.  والتدخل الروسي - الإيراني - وحزب الله أيضاً هو سياسة معلنة وظاهرة لا لبس فيها.

إنهما محوران دوليان يتصارعان، محور المقاومة المدعوم من قوى عالمية يكفي أن نذكر منها الصين  وروسيا وإيران والعراق ودول البريكس ويمثل هذا المحور ثقلاً شعبياً عالمياً أكبر. بينما يتشكل المحور الثاني من دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ومن عرب الخليج والإخوان المسلمين والقاعدة.

مما لا شك فيه أنه حينما يكون الصراع بين محاور دولية ذات مصالح، فإن الجهة  التي يدور الصراع حولها أو على أرضها، لاسيما مصالح المتصارعين المحليين قلما تؤخذ بعين الاعتبار إلا بعد مصالح القوى الدولية التي تكون هذه القوى مرتبطة بها، وهذا الأمر لم تنتبه إليه المعارضة  السورية  التي تحالفت مع محور الولايات  المتحدة  الأمريكية وذلك من ناحيتين.

الناحية الأولى: إن أمريكا تضع في أولوية اهتماماتها بعد المصالح الأمريكية المصلحة الإسرائيلية، وإن أي مصلحة تتعارض مع المصلحة الإسرائيلية ساقطة حتماً.

الناحية الثانية: عدم تقدير مستوى الموقف الروسي حيث أن السبب الأساسي لإسقاط النظام السوري هو المشروع المعد ضد الغاز الروسي، الرامي إلى جر الغاز القطري إلى أوروبا عبر السعودية الأردن سوريا تركيا. وأن سوريا رفضت السماح بمرور هذا المشروع عبر أراضيها بطلب من روسيا التي تريد أوروبا الاستغناء عن غازها الروسي واستبداله  بالغاز القطري من أجل الضغط على روسيا اقتصادياً وإعادتها إلى فترة تشبه فترة الرئيس يلستين حيث كانت روسيا تعتمد على المساعدات والمنح الخارجية.

لذلك جاء الموقف الروسي حازماً قاطعاً رافضاً لفكرة إسقاط النظام بل إن روسيا هددت بالقتال دفاعاً عنه، واستعملت حق النقض الفيتو بالاشتراك مع الصين الشعبية ضد أي قرار في مجلس الأمن يشكل خطراً على النظام السوري. وبالإضافة إلى ما ذكرناه لناحية الموقف الروسي الذي ربما يكون مرتبطاً بمصلحة محددة مع سوريا وهي مشروع الغاز، أو بكون الموانئ السورية هي الموانئ الوحيدة التي يجد فيها الأسطول الروسي محطة للتوقف والتزود فيها بالمؤن بالإضافة إلى القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس. فإن هناك دولا تقف إلى جانب سوريا باعتبار أن لسوريا الآن رمزية مواجهة وكسر التحدي الأمريكي في العالم حيث يشكل نجاح المشروع الأمريكي في إسقاط النظام السوري بسطاً للهيمنة الأمريكية عالمياً، فيما تشكل خسارة المشروع الأمريكي كسراً لهذه الهيمنة كما أن خصوصية الوضع السوري وأهميته في محور المقاومة في المنطقة يجعل من الموقف الإيراني أشد صلابة في مواجهة مشروع  إسقاط النظام الذي لا ذنب له عند الإدارة الأمريكية سوى احتضانه الكامل لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.

كما أن ممارسات الجماعات التكفيرية ضد بعض المقدسات الدينية في سوريا مثل نبش وسرقة رفات الصحابي حجر بن عدي من قبل جماعات التكفيريين، والإساءة إلى مقامات أهل البيت أدخلت العامل الديني في موقف (إيران - حزب الله) لتعطيه صلابة وتصميماً.

التسوية الكيماوية

أخذت الأحداث منحىً خطيراً باللجوء إلى استخدام السلاح الكيمائي ضد المدنيين، تبادل طرفا النزاع التهمة حول من استعمل هذا السلاح, اتخذت الولايات المتحدة موقفاً ذا سقف مرتفع إذ هددت بضرب سوريا إذا ثبت أن  النظام قد استعمل السلاح الكيميائي، وفي مقابل التصعيد الأمريكي حصل أولاً التصعيد الإيراني الذي اعتبر أن سوريا هي بوابتنا إلى السماء وأن الدفاع عنها أمر محتوم وأن الرد سيطال ليس إسرائيل فقط التي ستفنى من الوجود بل معظم حلفاء أمريكا في المنطقة، وأن مضيق هرمز سيكون مقفلاً في وجه الملاحة الدولية مما سيؤدي إلى التهاب أسعار النفط في العالم.

ثم وفي قمة العشرين جاء التصعيد الروسي بعبارة قالها الرئيس بوتين للرئيس الأمريكي أوباما، إن سوريا بالنسبة لروسيا كإسرائيل بالنسبة لأمريكا، وهذا الكلام كما يقال نقطة على أول السطر.

انتهى التصعيد عند هذا الحد، لا رغبة لأحد في حرب عالمية، نريد حلاً، نريد الخروج من المأزق، هذا ما أوحى به حال القوى الدولية وبمشاركة أمريكا صاغت روسيا حلاً مقبولاً من سوريا وإيران, وهو التالي: إن الضربة الأمريكية هي لوضع حد لاستعمال السلاح الكيماوي، فلنضع السلاح الكيماوي السوري تحت إِشراف المجتمع الدولي. وهذه هي المبادرة المخرج، وافق عليها الأطراف جميعاً، مع بعض الإخراج المسرحي مثل الموقف  الفرنسي من الفصل السابع.

من الرابح ومن الخاسر

يحاول أنصار كل فريق أن يظهر أن الاتفاق أو التسوية هي هزيمة للآخر وينظرون للمسألة على هذا الأساس. لكن الحقيقة أن ما حصل هو تسوية وضعت لإخراج كافة الأطراف من مأزق عنق الزجاجة مع محاولة حفظ ماء وجه الجميع ما أمكن ذلك والتسوية ليس فيها منتصر انتصاراً كاملاً بمعنى أنه حقق كل أهدافه أو معظمها وليس فيها خاسر خسراناً كاملاً بمعنى أنه سحق وانتهى. وهذا لا يعني أنه ليس هناك أطراف متضررة وأخرى مستفيدة, وأطراف خائبة وأخرى مصدومة، وأن هناك مقامرون راهنوا على حصول أحداث معينة، ثم سارت الأمور بعكس رهانهم.

أولاً: سوريا

لا شك أن النظام في سوريا خسر سلاحه الكيماوي الذي كان يعتبره السلاح الرادع في وجه النووي الإسرائيلي، ولكنه بالمقابل استعاد وضعه الدولي كجهة معترف بها من المجتمع الدولي، تعقد معها المعاهدات والاتفاقات وتتحمل مسؤولية التنفيذ. كما أنه أبعد الضربة التي كانت الإدارة الأمريكية ستوجهها إلى سوريا والتي لا أحد يدري ما هي أبعادها وتأثيراتها. وكذلك كسب المزيد من الوقت في مواجهة المجموعات المسلحة على الأراضي السورية.

أما المعارضة السورية فقد خاب أملها في الإدارة الأمريكية حيث كانت قد علقت الآمال على التدخل الأمريكي المباشر لإسقاط النظام, وانحدرت معنويات المجموعات المسلحة لاسيما الجيش الحر الذي بدأ يخسر المزيد من المواقع لصالح القاعدة (داعش) وهي المصنفة أمريكياً على أنها حركات إرهابية، ومن المتوقع أن تشهد المعارضة  انشقاقات وأن تتفكك بعض تشكيلاتها.

ثانياً: أمريكياً

أظهرت أمريكا من خلال التسوية أنها قوة عالمية قادرة على الحصول على ما تريد بالتهديد وهي لهذه الناحية تعتبر رابحة, كما أنها أخرجت أحد أهم الأسلحة من ميدان المواجهة ضد حليفتها إسرائيل، وتكون خسرت على صعيد سعيها لإسقاط النظام والتسليم بمرجعيته القانونية والدولية.

ثالثاً: تركيا والسعودية وقطر

هذه الدول خاسرة خسارة كاملة بموجب التسوية الأمريكية الروسية فإن هذه الدول لا هدف لها ولا غاية سوى إسقاط النظام، والتسوية حفظت النظام.

رابعاً: إسرائيل

هي الرابح الوحيد دون خسارة إذ إن إخراج السلاح السوري الكيميائي من المعادلة يزيح عن صدر القيادة الإسٍرائيلية عبئاً ثقيلاً. وإذا أردنا أن نبحث عن خسارة ما لإسرائيل فهي في عدم تفكك محور المقاومة كما كانت تطمح إليه من وراء إسقاط النظام في دمشق.

خامساً: روسياً وإيرانياً

أثبتت روسيا أنها استعادت دورها عالمياً عبر موقفها في سوريا وأنها قادرة على فرض إرادتها والدفاع عن حلفائها وهذا ما سيُعزّز دورها ونفوذها عالمياً لاسيما مع مجموعة الحلفاء مثل الصين ودول البريكس التي تعتبر أيضاً رابحة جراء هذه التسوية  أما إيران فتعتبر أنها رابحة ببقاء هذا النظام، والسلاح الكيميائي لا يعنيها لأنها تحرم استخدامه، فذهابه أفضل من بقائه.

سادساً: لبنانياً

الأطراف اللبنانية  كالذي يفرح بعرس جدته، فالوضع السوري بالنسبة إليهم هام وهام جدً, فهم ما زالوا عاجزين عن تشكيل حكومة جديدة بانتظار تطورات سورية تخرجهم من مأزقهم وتعطي تفوقا  لفريق على آخر.

حزب الله وقوى الثامن من آذار تعتبر أن إبعاد الضربة عن سوريا هو نجاح للدبلوماسية الروسية ولسوريا التي استفادت من مجمل المعطيات لصياغة التسوية، وأن بقاء النظام هو انتصار لمحور المقاومة، والسلاح الكيميائي يمكن تعويضه بأسلحة أخرى غير محرمة دولياً. أما قوى الرابع عشر من آذار فهي خائبة ومصدومة من الموقف الأمريكي ومن سرعة تنازله وسهولة بيع أمريكا للمعارضة السورية، حيث كانت هذه القوى تهلل وتطبل للضربة الأمريكية باعتبارها الضربة القاضية التي سينهار النظام تحت وطأتها، بل إن هذه القوى أخذت تتحسس رقبتها خشية أن تبيعها الإدارة الأمريكية بأبخس الأثمان.

وخير دليل على إحباط  هذه القوى رسالة (البكّاء) فؤاد السنيورة إلى الرئيس الأمريكي ومناشدته أن يضرب سوريا، ثم بعد ذلك مقال الرئيس سعد الحريري في جريدة المستقبل الذي هاجم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب موقفها من التسوية.

اعلى الصفحة