اللوحة الثانية: جداريات

السنة الثانية عشر ـ العدد142 ـ (ذو القعدة ـ ذو الحجة 1434 هـ ) تشرين أول ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

الشَّاعِر..

ذَرَّةٌ مِنْ قَلَقِ الشَّاعِرِ تَكْفِي لِتُحِيْلَ الكَوْنَ وَجْهَاً لِقَصِيْدَهْ... فَتَأَمَّلْ أَيُّهَا السَّارِحُ في وَجْهِ البَعِيْدَةْ.. وَانْتَثِرْ في الصَّفْحَةِ البَيْضَاءِ.. إِيْقَاعَ شُجُوْنٍ.. وَانْتَظِرْ في فُسْحَةِ الغَيْبِ تَرَاتِيْلَ جَدِيْدَةْ.. كُلَّمَا أَطْلَقْتَ سِرْبَاً مِنْ دُمُوْعٍ فَوْقَ مَوْجِ البَحْرِ.. فَاحْلُمْ أَنْ يَصِيْرَ الدَّمْعُ في البَحْرِ جَزِيْرَةْ.. حَوْلَهَا الأَمْوَاجُ حَيْرَى وَفَقِيرَةْ.. وَعُيُوْنُ الشِّعْرِ فِيهَا لا تَنَامُ.. إِنَّما الشِّعْرُ عَلَى الرُّوْحِ سَلاَمُ!..

المَجْنُون..

لَيْسَ مَجنُونَاً ولكنْ.. ذَاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الأَرْضَ خَرَابَا.. لَمْ يَمُتْ مِنْ رَوْعَةِ المَشْهَدِ لكنْ.. أَخْرَجَ القَلْبَ مِنَ الصَّدْرِ كِتَابَا!.. قَرَأَ الحُبَّ بِصَمْتٍ.. ثُمَّ نَادَى.. رَدَّدَ القَفْرُ جَوَابَا.. حَلَّتِ البلوى كَطَيْفٍ يَتَهادَى مَدَّ لِلطَّيْفِ ذِرَاعَيْهِ.. تَصَابَى.. بَعْدَهُ الأَرْضُ تَعَالَتْ... تُرْبُهَا صَارَ سَحَابَا.. ليسَ مَجنُونَاً ولكنْ ذاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الأَرْضَ خَرَابَا!..

صَدِيقُ الوَهْم ..

صَارَ تَارِيْخَاً صَدِيْقُ الوَهْمِ وَالْعِبْءِ الثَّقِيْل.. لَمْ يَعُدْ يَأْوِي إلى الوَاحَاتِ في وَقْتِ الأَصِيْل.. لَمْ يَعُدْ يَقْوَى عَلَى زَرْعِ النَّخِيْل.. أَقْفَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ إِيْمَاضِهَا الشِّعْرِيِّ وَاسْتَعْصَى عَلَيْهِ الفَجْرُ في لَيْلِ السَّبِيْل.. لَيْسَ للتَّارِيخِ مِنْ وَجْهٍ جَمِيْل!.

عِنْدَمَا تَمْشِي وَرَائي..

.. فَاْنَطَلِقْ مِنْ أَعْمَقِ الأَبْحُرِ حَلِّقْ في السَّمَاءِ.. تَنْهَمِرْ شِعْرَاً على الصَّحْرَاءِ تُصْبِحْ جَنَّةً وَاللَّيْلُ نَاءِ.. كَمْ جَمِيْلٍ أَنْ تَرَى المَعْنَى قَرِيْبَاً عِنْدَما تَمْشِي وَرَائي.. عِنْدَهَا الحُبُّ سَيَبْقَى أَيُّها الهَارِبُ مِنْ وَحْشِ الفَنَاءِ!.

آه يا زمن

يَا زَمَنَاً لا يَقِفُ.. خَلَّفْتَ على أَطْلالِكَ بَعْضَاً مِنْ جَسَدٍ وَقَليلاً مِنْ رُوْحٍ تَرْتَجِفُ.. مَا كََانَ أَمَامِي صَارَ وَرَائِي.. وَنَهارِي يَتَشَظَّى وَالليلُ وصَيْفِي وَشِتَائِي والنَّهْرُ.. البَحْرُ.. الرَّمْلُ.. الصَّدَفُ.. اَسْتَقْبِلُ أَيَّامِي بَيْضَاءَ.. وَأُرْسِلُهَا دَاكِنَةَ الأَلْوَانِ وَتَكْبُرُ مِنْ حَوْلِي الأَشْيَاءُ.. الأَشْخَاصُ وَنَفْسِي تَتَرامَى بَيْنَ صُعُودٍ وهُبُوطٍ.. وَيَغِيبُ وَيَحْضُرُ في مِرْآةِ الوَهْمِ الهَدَفُ.

ظلٌّ القائم

بِضَمِيرِ المُتَكَلِّمِ أَحْفِرُ في المَجْهُولِ وُجُودِي.. وَالغَائِبُ فِيَّ يَمُدُّ على الآفَاقِ حُدُودِي..

يَأْتَمِرُ المَحْوُ مَعَ الأَمْطَارِ علَى كَلِمَاتِ نَشِيدِي والشَّمْسُ تُجَفِّفُنِي لو تَقْدِرُ... لكنِّي في ظِّلِّ القائِمِ أَسْتَنْبِتُ جَنَّاتِ خُلُوِدي.

لـم آتِ بَعْدُ ..

الوقتُ لا يَكْفي لأُضْرِمَ في السَّحابِ حَرائِقي.. والأرضُ لا تَكْفي لأُطْلِقَ في مَجاهِلِها خُيُوليَ تَارَةً.. وَزَوارِقي.. لم آتِ بَعدُ.. ورُبَّما ما كُنتُ.. مُخْتَلِفاً أَراني عنْ كياني.. ليْ مَغارِبُ لم أصِلْ يَومَاً إليها مِثْلَما لم أَحْظَ يَومَاً بِالوُصولِ إلى ضِفَافِ مَشارِقي.

دَمُ الحَقِيقَة..

أَصْغَى وَلَكنْ لم يَجِدْ شَيئاً.. فَقَالَ: أُفَسِّرُ النَّصَّ الغَرِيبَ كَمَا تُفَسِّرُهُ الغَرَابَةُ.. لم يَجِدْ شيئاً يَدُلُّ على الغَرَابةِ.. هَيَّأَ الأَدَوَاتِ ثانِيَةً وَفَجَّرَ بُقْعَةً أَدَّتْ إلى هَدْمِ السِّيَاقْ.

- ماذا فَعَلْتُ؟! (أعادَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ)..

- أنا أُحَاوِلُ..

فَلْيَظَلَّ النَّصُّ مَفْتُوحَاً كَأبْوَابِ السَّمَاءِ.. دَمُ الحَقِيقَةِ لا يُرَاقْ.

آيةٌ لِلطِّين..

هُوَ لم يَسِرْ يَومَاً على هذا الطَّريقْ.. هوَ لم يَذُقْ جَمْراً تَدَلَّى مِن جَوَانِبِهِ وَلم يَشْرَبْ مِنَ الماءِ الَّذي يَجْري كَنَهرٍ مِنْ حَريقْ.. لكِنَّهُ تَرَكَ الطَّريقَ لأَهْلِهِ وَمَضى يُفَتِّشُ عن طريقْ.. وَإِذا بِهِ يَعْتادُ أكْلَ الجَمْرِ.. شُرْبَ النَّارِ.. يَغْدُو آيَةً لِلطِّينِ وَجْهَاً لِلْغَريقْ.. يَمْشي ويَفْتَقِدُ البَرِيقْ. 

 

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

اللوحة الثانية: جداريات

أروى بنت الحارث ـ فاجعة

أَلا يا عينُ وَيحكِ أَســــعدينا      

أَلا وَاِبكي أَميرَ المُــؤمنينــا

رُزينا خــيرَ مَن ركبِ المَطايا        

وَفارِسَها وَمَن ركبَ الســـفينا

إِذا اِســتقَبلت وجهَ أبي حسينٍ        

رَأيت البدرَ راع الناظــرينـا

وَلا والله لا أَنســـــى عليّاً      

وَحُســنَ صلاتهِ في الراكعينا

أَفي الشــهرِ الحرامِ فَجَعتُمونا        

بِخـيرِ الناسِ طرّاً أجمعــينا

السموأل ـ لعبة الزمن

أَصبَحتُ أَفني عـــادِيا وَبَقيتُ      

لَم يَبقَ غَيرُ حُشــاشَتي وَأَموتُ

وَلَقَد لَبِسـتُ عَلى الزَمانِ جَديدَهُ      

وَلَبِســـتُ إِخوانَ الصَبى فَبَليتُ

غَلَبَ العَـزى عَمَّـن أَرى فَتَبِعتُهُ      

وَخُدِعتُ عَمّا في يَدي فَأَســيتُ

وَمَســــالِكٍ يَسَّرتُها فَتَرَكتُها     

وَمَواعِظٍ عُلِّمتُهـا فَنَســـيتُ

 

السهروردي المقتول ـ دماءُ العاشقين

 

أَبداً تَحـــــنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ      

وَوِصالُكُم رَيحانُهــــا وَالراحُ

وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشـــتاقُكُم       

وَإِلـــى لَــذيذ لقائكم تَرتاحُ

وَا رَحمةً للعاشــــِقينَ تَكلّفوا      

ســــرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ

بِالســـرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم     

وَكَذا دِماءُ العاشِــــقينَ تُباحُ

وَإِذا هُـم كَتَموا تَحَدّث عَنهُــمُ    

عِندَ الوشــــاةِ المَدمعُ السَفّاحُ

أَحبابَنا ماذا الَّذي أَفســــدتمُ     

بِجفائكم غَيرُ الفَســـادِ صَلاحُ

خَفَضَ الجَناحُ لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُمُ     

لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ

أبو أُذينة ـ العفو

ما كل يوم ينال المــــرء ما طلبا      

ولا يســـوغه المقدار مـا وهبا

وأحزمُ الإنسِ مَنْ إنْ فُرصةٌ عَرَضَتْ      

لم يجعلِ السببَ الموصولَ مقتَضباً

وأنصفُ الناسِ في كلِّ المَـواطِنِ مَنْ      

سقى المعادينَ بالكأسِ الذي شـرِبا

وليس يظلمُهم مَنْ راحَ يضرِبُهـــمْ      

بحدِّ ســـيفٍ به مِنْ قَبْلِهم ضُرِبا

والعفــــو إلا عن الأكفَّاءِ مَكْرُمَةٌ      

مَــنْ قالَ غيرَ الذي قَدْ قُلْْتُهُ كَذَبا

أبو الأسود الدؤلي ـ الذم والمدح

لا تَمدحَنَّ امـــــرءً حَتّى تُجَرِّبَهُ      

وَلا تَذُمَنَّهُ مِـــن غَيرِ تَجـريبْ

فَمدحُكَ المَرءَ ما لَم تَبلُهُ سَــــرَفٌ      

وَذَمُّكَ المَرءَ بَعدَ المـدحِ تَكذيبْ

أبو الحسن العاملي ـ غدرُ الزمان

كن من زمانك في حذرْ      

وذرِ التنعُّمَ فــيهِ.. ذَرْ

ما الـــدهر إلا بَغتةً      

يقضي به البَشَـرُ الوطَرْ

فَـ(بِهِ) تفوق أســهماً      

للحـــادثات يدُ القَدَرْ

ترمي بِهِنَّ من الـورى      

حججَ الإلهِ على البشرْ

وتشــن غاراتِ الردى      

فيه فتحظى بالظَفَــرْ

كم أعينٍ ســهِرَتْْ بِهِ      

ولَكنْ قَذَفْنَ به الــدرر

  

اعلى الصفحة