أمريكا وصيصانها

السنة الثانية عشر ـ العدد141 ـ (شوال ـ ذو القعدة 1434  هـ ) أيلول ـ 2013 م)

بقلم:الشيخ محمد عمرو

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ صدق الله العظيم (الأحزاب/22).

وفشل التكفيريون والمرتزقة ودول المنطقة الداعمة والممولة لهم، وباؤوا بخسران مبين.

ودارت الدائرة وكادت أن تسحق فلول هؤلاء الرعاع المجموعين من كل حدبٍ وصوب، وكاد درع دمشق أن يذهب بالبقية ويحصد الآمال والأحلام الأميرية- الصهيونية.

وبانَ للعالم أجمع عجز صيصان أمريكا في المنطقة واضمحلال قدرتهم وجفاف عقولهم – وإبداعهم - فكان لا بد من أن ينـزل الأصيل إلى الساحة.

وهكذا أعلنت أمريكا دخولها السافر والعلني والمباشر في الحرب على سوريا ومحور المقاومة.. وللسخرية فإن الأمريكي يريد من محور المقاومة وحلفائهم الدوليين أن يغضوا الطرف عن ضرب مراكز القوى في سوريا بحجة حفظ ماء الوجه الأمريكي- السعودي.

وبدأ بتحضير الأرضية العسكرية والإعلامية والسياسية للحرب لكن تحت مسمى الضربة المحدودة... وهللت بعض الدول العربية، وخرجت فضائيات القبائل الجاهلية تُحلل وتستصرح وتزف البشرى لكافة قبائل الجزيرة العربية أن موسم الاصطياف سيكون في الشام وأن السيد الأكبر سيبيد ويحطم ويُغيّر الموازين ويقلب الطاولة، وأنه وبعد جهد جهيد ودعاء وتوسل وبكاء طويل ومديد وبعد فتاوى قرضاوية وقرارات جامعية وصدقات ونذورات مالية بسخاء نفس وهمة عليَّة استجاب " فرعونهم" ونزل إلى الساحة مشاركاً بالعلن بعد أن كان محركاً بالخفاء.

وكأن صاحبهم قد أهتم لأمرهم وسارع إلى نجدتهم.!!!..

لكن هيهات- هيهات، فالتاريخ له قواعد وقوانين وسنن لا تتغير عبر العصور. فالفرعون لا يهتم إلا لمصالحه الخاصة (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى) وكل ما عدا ذلك أرقام في الطريق.

أيها الأعراب المجتمعون في سقيفتكم الجاهلية إن فرعونكم لا يأبه في المنطقة إلا لشيئين فقط: الأول، خطوط نفطكم. والثاني، أمن ربيبته إسرائيل، ولا شيء آخر.

ولهذا أيها الأعراب... فإن محور المقاومة الذي يُغيظكم وجوده وقوته هو من يُمسك بالقرار ومن يجعل فرعونكم وربيبته يعيشون قلق المصير، وارتعاد الفرائص، والتردد في القرارات وابتلاعاً للوعيد.

ولا يأخذكم خيالكم بعيداً ولا توغل أوهامكم الصبيانية بأحلام وردية فإن ها هنا رجالاً عرفوا ساحات الوغى وتمرنوا على النـزال. ﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ﴾ "رجالٌ أوقفوا أنفسهم لله فاشتروا مرضاته ورضوانه". رجالٌ أعدوا كثيراً واستعدوا سراً لهذا اليوم بالتحديد.

أيها الأعراب اسمعوا، إن أول طلقة أطلقت ضد العدو الصهيوني في لبنان بعد سنة 1982 م. كان مجاهدوها يرون هذا اليوم، ويعلمون أن النزال مع أمريكا وصيصانها من الأعراب وأتباعها من الأوروبيين.. وإن وعد الله آتٍ لا ريب فيه.

وإن عروشكم الجوفاء وكروشكم المليئة بالنتن ونفطكم سيشتعل ويتناثر هباءً، وإن جمعكم سيكون بدداً، وكيدكم سيكون عليكم سيفاً، ومالكم سيكون لكم حسرة ومذلة.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً * وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً﴾ صدق الله العظيم (الأحزاب 25/ 26/27). والحمد لله رب العالمين

اعلى الصفحة