اللوحة الرابعة: ملامح وأقلام

السنة الثانية عشر ـ العدد 137 ـ ( جمادى الثانية ـ رجب 1434  هـ ) أيار ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

"أيَّامٌ فلسطينيَّة"

الكتاب: أيامٌ فلسطينيَّة
الكاتب: تميم منصور
الناشر: إصدار خاص

كتاب (أيامٌ فلسطينيَّة ) للكاتبِ والباحث والمُؤَرِّخ الدكتور "تميم منصور" صدرَ مؤخَّراً وعلى حساب ونفقةِ الكاتب (إصدار خاص) ولم يُذكَرْ اسم المطبعة التي طبعَ فيها... ويُستهَلُّ هذا الكتاب بمقدِّمتين الأولى: بقلم الكاتبةِ والصحفيَّةِ والشَّاعرةِ  "شوقيَّه عروق - منصور" - زوجة مؤلَّف الكتاب الدكتور تميم. والمقدِّمة الثانية بقلم مؤلِّف الكتاب نفسه الدكتور تميم منصور، والمقدِّمتان تعطيان لمحةً موجزةً عن مواضيع ِ وفحوى هذا المؤلَّف وأهميَّتهِ وبما يتميَّزُ بهِ من قيمةٍ تاريخيَّة وتوثيقيَّة لفترةٍ زمنيَّةٍ تتراوح من (أواخر حكم الأتـراك العثمانيِّين على فلسطين وحتى عام 1948).  

يقعُ في 368 صفحة وهو مُقسَّمٌ إلى عدَّةِ مواضيع وفصولٍ يتناولُ الكاتبُ فيِهِ معظمَ الأمور والمواضيع والقضايا في فلسطين قبل عام 48.

بعد مقدِّمةِ الكتاب مباشرةً يستهلُّ الكاتبُ مؤلَّفهُ بفصلٍ موَسَّعٍ عن موضوع الحركةِ الكشفيَّة في فلسطين - متى تأسَّست وأهدافها وقيمها الإنسانيّة والتربويَّة والوطنيَّة.   ويُؤكِّدُ ويُثبتُ تميم منصور من ناحيةٍ علميَّة وتاريخيَّة أنَّ جذورَ الحركات الكشفيَّة (الكشَّافة) بدأت منذ فجر التاريخ وكان العربُ هم رُوَّادَها ومُؤَسِّسيها مع إعطاءِ بعضِ الأمثلةِ والأدِلَّةِ والشَّواهد من الكتبِ والمصادر القديمة، مثل: كتاب (الحركة الكشفيَّة عربيَّة الأصول - للشيخ أحمد الشرباصي)، وأنَّ العربيَّ منذ فجر التاريخ  يعيشُ في الجزيرةِ العربيَّةِ ويحيَا حياةً كشفيَّة بحذافيرها، ويقيمُ بين الوهادِ والجبال، ويتبعُ مصادرَ الكلأ ويُلاحظ النجومَ ويسايرُ تحرّكاتِ الشَّمس والقمر ويُحِسُّ الإحساسَ العميق بحركات الرياح والأمطار وينتبهُ بدقةٍ إلى ما حولهُ من الحيواناتِ والطيور والحشرات والنبات... وهذا ما جعلَ العربَ يشتهرونَ ويتميَّزونَ في أمورٍ كثيرةٍ … كالقيافةِ والفراسةِ  ودراسةِ  الاختلاج ِ وملاحةِ النجوم ومعرفةِ منابتِ الكلأ وملاحظةِ الطيور وتتبّع الرياح والأمطار ودراسة الحيوانات والحشرات.. وجميعُ هذه الأشياء والصفات التي كان يتمتَّعُ ويتميّزُ بها العربيُّ والبدويُّ بالمعنى الأدَقّ، قديماً، جعلت الشيخ أحمد الشرباصي يُؤكِّدُ بأنَّ العربَ سبقوا غيرَهم من الشُّعوبِ والأمم بممارسةِ العمل والنشاطِ الكشفي.

ويؤَكِّدُ على أنَّ كلمة َ كشَّافة هي في الأصل عربيَّة. ويتطرَّقُ الكاتبُ بعد ذلك إلى الحركاتِ الكشفيَّة وأهمها في عصر النهضة، في بعض دول العالم. وبعد ذلك ينتقلُ إلى الحركةِ الكشفيَّة في فلسطين منذ زمن الأتراك حتى نهاية فترة الانتداب، ويذكرُ فرقَ الكشَّافةِ والمُدَرِّبين والنشاطات التي كانت ُتقام.

ويتطرَّقُ الكاتبُ إلى الحديثِ عن الزيِّ الكشفي ويعرضُ النصَّ الشعري (نشيد الكشَّاف) آنذاك. وبعد ذلك ينتقلُ إلى فصلٍ آخر، في هذا الكتاب، بعنوان: رُسلُ الدعوةِ الإصلاحيَّةِ إلى فلسطين ويُسَلِّطُ فيهِ الأضواءَ على الرِّجالِ الذين حملوا رايةَ الفكر والإصلاح في فلسطين، وخصوصاًً في النصفِ الثاني من القرن التاسع عشر وفي فترةِ الانتدابِ على فلسطين حتى عام 1948 لأنهُ (حسب قول المؤلف) يعودُ الفضلُ لهؤلاء المفكرين والمصلحين والطلائِعيِّين والرَّائدين في وضعِ نواةِ العديدِ من الجمعيَّاتِ والمنظمات والأحزاب والإنجازات في فلسطين، وبفضلِ جهدهِم انبثقَ وانتشرَ الوعيُ القومي والوطني والديني واليقظة العلميَّة وكانت الإنجازاتُ والإبداعاتُ في جميع ِ الميادين والمجالاتِ ... وأغلبيَّة هؤلاء المفكِّرين كانوا قد درسُوا ونهلوا علومَهم في القاهرةِ التي سبقت باقي البلدان العربيَّةِ رقيًّا وحضارة ًوتقدُّمًا في مطلع ِالعصر الحديث.

وينتقلُ الكاتبُ بعد هذا الفصل ِ إلى موضوع: المنظمات العُمَّاليَّة في فلسطين، ذاكراً تأسيس النقابات العماليَّة وفروعها في مختلف قرى ومدن قبل عام 1948، وأهمّ نشاطاتها وإنجازاتها ودفاعها عن حقوق العمال الفلسطينيِّين. ويأتي بعد ذلك فصلٌ بعنوان: الحركة الرياضيَّة في فلسطين، ويذكرُ فيهِ أهمَّ النوادي والفرق الرياضيَّة على مختلفِ أنواعها، مثل: كرة القدم، المصارعة، الملاكمة، كرة السلَّة، كرة الطائرة، السباحة.. وأسماء أهم اللاعبين والمُدَرِّبين، والمباريَّات التي شاركَ فيها أبطالُ النوادي والفرق الرياضيَّة في شتى المجالاتِ محليّاً وخارج البلاد (عربيّاً وعالميّاً) والميداليات والجوائز التي حصدوها.

وينتقلُ الكاتبُ بعد ذلك إلى فصلٍ بعنوان: الجمعيَّات والاتحادات والرَّوابط والنوادي في فلسطين أبان عهد الانتداب وهو فصلٌ طويلٌ فيهِ يتوَسَّعُ الكاتبُ ويستعرضُ أسماءَ الجمعيَّات والاتحادات والنوادي جميعها (في مختلف المدن والقرى) على مختلفِ أنواعها:  الثقافيَّة والفكريَّة وغيرها.... وتاريخ  تأسيسها وفعاليَّاتها ونشاطاتها وأسماء أعضائها.. إلخ. ومن ثم ينتقلُ الكاتبُ إلى الأندية والرَّوابط الأدبيَّة والثقافيَّة في فلسطين، ويذكرُها بالتفصيل وفي أيَّةِ سنة تأسَّست وأهدافها ونشاطاتها وفعاليَّاتها. وبعد ذلك ينتقلُ الكاتبُ إلى ذكر الروابط الثقافيَّة والأدبيَّة في فلسطين.

وبعدها ينتقلُ الكاتبُ إلى فصلٍ جديد بعنوان: المكتبات في فلسطين منذ  أواسط القرن التاسع عشر حتى نهاية فترة الانتداب عام 1948. ويذكرُ فيهِ أسماءَ المكتبات والمسؤولين عنها ومتى أقيمت وعدد الكتب التي تحتويها وأنواعها ومواضيعها..إلخ. ثم ينتقلُ المؤلِّفُ إلى فصل آخر جديد بعنوان: (نشأة المطابع في فلسطين)وفيه يذكرُ أسماءَ المطابع التي كانت موجودة ً في فلسطين زمن الإنتداب البريطاني  ومتى تأسَّست.

والفصل الذي بعده في الكتاب بعنوان: (مؤسَّسات الرِّعاية والعناية الصِّحيَّة في فلسطين)، ويذكرُ فيهِ الكاتبُ أسماءَ المستشفيات التي كانت في عهد الانتداب. والفصل الذي يليهِ بعنوان: (منظمات شبه عسكريَّة فلسطينيَّة أقيمَت قبل النكبة) وهو فصلٌ مطوَّلٌ  يستعرضُ فيهِ الكاتبُ التنظيمات التي أقيمَت في فترة الانتداب – الرِّياضيَّة والتثقيفيَّة ذات الطابع العسكري.

الفصل ِالأخير من الكتابِ هو بعنوان: التنظيمات العسكريَّة ويستعرضُ في هذا الفصلِ أسماءَ التنظيماتِ والسريَّاتِ العسكريَّة التي أسِّسَت وأقِيمَت في فلسطين أبانَ الانتدابِ لمقاومةِ الانتداب البريطاني والهجرةِ الصهيونيَّةِ ولأجلِ إقامةِ دولةٍ فلسطينيَّةٍ مستقلة، وخصّوصاً التنظيمات التي تشكَّلت وأقِيمَتْ قبلَ حرب الـ(48) بفترةٍ قصيرة والتي كانت حديثةَ العهدِ ولم تكن مُعبَّأةً ومُهيَّأةً ومنظمَّة بشكلٍ كافٍ عتاديّاً وعسكريّاً وإداريّاً لمحاربةِ الفصائل والجيوش اليهوديَّة التي كانت متدرِّبةً أحسنَ وأفضلَ تدريبٍ ومُجهَّزة بأحدثِ الوسائلِ القتاليَّةِ والمعدَّاتِ الحربيَّةِ الحديثةِ آنذاك، وكان الكثيرون من الجنودِ والضبَّاطِ اليهود قد شاركوا وحاربوا في الحرب العالميَّةِ الثانية مع الحلفاء ولهم التجاربُ الكبيرةُ والكفاءاتُ العاليةُ في ميادين القتال … وهذا مِمَّا سَاهمَ بشكل ٍ فعلي وجذري في انصاراتِهم العديدة والحاسمةِ على الجيوش العربيَّةِ الهَشَّةِ والتي كانت تعاني من الضعفِ والتفكك عسكريّاً ومعنويّاً وتنظيميّاً.

هذا الكتابُ ربَّما يكونُ الأولَ لمؤلِّفٍ محلِّيٍّ يتناولُ فيهِ جميع هذه المواضيع الهامَّة (التي استُعرضَتْ) بإسهاب وتوسُّع، وهنالك القليلُ القليل من المصادر التي طرحت هذه الأمور والمواضيع الهامَّة... أي مواضيع الثقافة والإبداع والحضارة والرقيّ والرياضة والفرق الكشافيَّة ثمَّ التنظيمات والأطر السياسيَّة والحزبيَّة والعسكريَّة بالتفصيل وبتوسُّع.

اعلى الصفحة