اللوحة الثانية: جداريات

السنة الثانية عشر ـ العدد 137 ـ ( جمادى الثانية ـ رجب 1434  هـ ) أيار ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

ماذا لو نقصد؟!!

ما أبشعنا حين نجرح القلوب التي تحبنا ونحن نقصد.. ما أتعسنا حين نخدش قلوب الدين نحبهم ونحن لا نقصد... نوجعهم.. بدلال أطفال صغار تعودوا على الصعود بعنف على أكتاف الأمهات الباسمة.. دون أن نندم.. ماذا لو قصدنا.. ماذا لو لم نقصد؟!.

ماذا لو أخطأت؟

هب أنك يا قلب أخطأت.. هب أنك كنت تقصد.. هب أنك لم تقصد أن تذبح!.. أن تجرح!.. أن تطعن القلب الذي أحببت!.. ماذا لو أخطأت؟.. هب أنك أخطأت .. هب أنك تقصد.. هب أنك لم تخطيء... هب أنك لم تقصد.. ماذا لو قصدت؟. هل ستشفع لك سلال الورود التي نثرتْ.. تلال الأحلام التي زرعتْ.. دقات الانتظار التي اجترعتْ.. ورحلة سفر بعيد مرتين كل يوم من قلبك السعيد.. إلى قلبك الحزين... ماذا لو أخطأت؟ هل ستشفع لك.. أكُف الرجاء.. وحشرجة الاعتذار في حلقك المختنق وبسمتك الذليلة.. هل ستشفع لك نظرة عينيك حين تلمع؟.. دموعك التي ابتلعتْ؟.. ماذا لو أخطأت.. هب أنك تقصد .. ماذا لو لم تقصد؟..

أسِفنا ونتعب

ما أفظعنا حين نغضب.. حين نرفس أوصال الذين نحبهم.. ولا نبالي.. بذاك الصمت على المآقي.. يتجاهل المعاناة.. يتجاوز الألم... ويقول دوما ماذا لو أخطأت؟!.. وماذا لو قصدت؟!!.... وماذا لو لم تقصد؟!.. أوَليسوا هم.. أولئك الذين نحبهم؟!!.. نحبهم بعنف!!!...

إلى أين..؟

كم يجعلني كئيباً أن تكون الحقائقُ مُغيَّبةً لهذا الحدّ ,أن يتفتّت السحابُ الأنيق ليصبحَ ضباباً, فيحول بيننا وبين ما ينبغي أن نراه, أن نكتفي بتجرعِ الأعذار والإجابات التي ليست شافية أبداً؛ ألا تكون الحياةُ (حياةً) بغير مطبَّات؟ ـ أمان كما يقولون ـ، ونحن نقف عند كلِّ (مطبّ) لنحدج أمسنا بنظرة, ثمَّ ننسى أعيننا, ونعاود المشيَ بذاتِ الشهية للوصول, لكن.. إلى أين..؟.

العالم

لا يا صديقي.. لا تتوقّع أنّ هذا العالَمَ مشغولٌ بك!.. وأن الليلَ يأتي ليسقطَ على كتفك!.. لا.. فالعالمُ - مشغولٌ - بنفسه.. ويفكّرُ في لُقمةٍ يأخذها من فمِ أحدهم! لِـ يناااامْ!.

أصدقاؤنا

أصْدِقاؤُنا الذين تورّطنا بِهم, وأعطيناهم الكثيرَ منّا ومن أشيائِنا, كلامِنا, صدقِنا, وراوئحنا, بلْ حتّى صارحْناهُم بأسمائِنا, الذين لا زالتْ ذكراهم تسرحُ بنا, ونصطدمُ بهم في أقربِ مُفترقِ ذكرى يطوينا معهم, وندفعُ لهم مشقّةَ التذكّر. عاهدونا قبل أن يرحلوا أن يكونوا بِـ -جوارنا- , ولفرطِ ما أتيناهُم صاروا لا يستطيعونَ رُؤيتنا, انقلبوا ضدّنا, كانوا يرونا في العتمة, وأصبحوا لا يستطيعونَ مُشاهدتنا حتّى في الضوء, كُنا نتسلّقُ قلوبهم كـ أطفالٍ ويبتهجونَ بنا, ينامونَ على ذكرانا وتراتيلِ أصواتنا, يسمعونَ أغانينا فيهم, أماكنُهم لا زالت شاغرة بعد ذهابهم, لكنّهم.. نسوا أن يُقدمّوا لنا شيئاً واحِداً حالفونا عليه: نسوا أن يأخذوا منّا - هُم -, أو يأخذونا معهم, ويُبقونَا كما كُنّا - لوِحدنا -..!

صاحب الفضل

صاحب الفضل إن كان كريما: يعتذر عن التقصير، وإن كان سليماً: ينتظر التقدير، أما إن كان لئيما؛ فاسأل الله الإعانة وعليه الأمر والتدبير.

أدوار

ما أجمل العفو إذا كان عنا، وما أعدل العقاب حين يصدر منا، ولكن الأحكام تختلف عندما تتبدل الأدوار!

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

تقية بنت غيث الصورية

خيانة

خــانَ أَخِــلاَّئِي ومــا خُنْتُهُمْ         وأَبْرَزُوا للشــــرِّ وجهاً صَفِيقْ

وكُدِّرَ الــــودُّ الـــقديمُ الذي         قد كان قِدْمـــاً صافياً كالرحيق

وباعـــدوني بعـــد قُرْبي لَهُمْ         وَحَمَّلُـــوا قلبيَ مــا لا أُطِيقْ

أيمن بن خريم الأسدي

حصاد

إذَا الرّجَــــالُ وَلَدتْ أوْلاَدُهَا       واضْطَرَبَتْ مِنْ كِبَرٍ أعْضَادُهَا

وَجَعَلَتْ أسْـــقَامُهَا تَعْتادُهَــا       فَهِيَ زُرُعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهَــا

قسُّ بنُ ساعدة

مصير

فــي الــذاهِبينَ الأَوَّلـينَ             مِــنَ القُرونِ لَــنا بَصائِرُ

لَمّـــا رَأَيتُ مَـــوارِداً           لِلمَوتِ لَيسَ لَهـــا مَصادِرُ

وَرَأَيتُ قَومي نَحوَهــــا       تَمــضي الأَصاغِرُ وَالأَكابِرُ

لا يَرجِــــعُ الماضي وَلا       يَبقى مِــنَ الباقينَ غــابِرُ

أَيقَنتُ أَنّـي لا مَحــــالَةَ        حَـيثُ صارَ القَـومُ صائِرُ

بحر بن الحارث

شرُّ العيشة

منْ عاشَ خمســينَ حولاً بعدها مائةٌ       من الســنينَ وأضحى بعْدُ ينتظرُ

وصار في البيتِ مثلَ الحِلْسِ مُطَّرَحاً       لا يُســتشارُ ولا يُعْطى ولا يذَرُ

ملَّ الحـــياةَ ومـــلَّ الأقربونَ له      طولَ الحياةِ وشَــرُّ العيشةِ الكَدَرُ

فخري أبو السعود

أذيال

إِلام تَغيب الشَـــمس عَنا وَتَطلع             وَنَلعَب في ظل الحَـياة وَنَرتَعُ

رَضينا بَخفض العَيش والذُل حَولَه       وَما الذُل إِلّا حَظ مَن باتَ يَقنَعُ

نَهــيم بِهَـــزْلٍ لا نَهيمُ بِغَيرِهِ             وَنَهرُب مِن جَدِّ الحَياةِ وَنَفزَعُ

وَنَحجم عَن أَخطارِها وَصِعابهـا            وَتَنْهَــبُنا لذَّاتُهـــا وَالتَمَتُعُ

نَسير عَلى رَسول وَلِلعَصر حَولَنا        مَـواكب في طَريق العُلا تَتدَفع

أَســاغ بَنو الشَرق الحَياة ذَليلة        وعَيش بَني الغَرب العُلا وَالتَرَفُع

هُـــم قادة الدُنيا وَنَحنُ وَراءَهُم       فُضولٌ وَأَذيالٌ تَجـــرُّ وَتَتَبَعُ

  

اعلى الصفحة