ترجمات

ملاحقة النجوم

السنة الحادية عشر ـ العدد133 ـ ( محرم ـ صفر 1433  هـ ) كانون أول ـ 2012 م)

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

ماذا يمكن أنّ نفهم من التجربة التي جرت على صاروخ الاعتراض "حيتس 3" ضد الصواريخ، وما هي أهمية برنامج الدفاع الجوّي الإسرائيلي متعدّد الطبقات؟ 

بقلم: أبيشي أفرغون 

موقع اسرائيل ديفنيس المتخصص بالشؤون الأمنية والعسكرية 

 

تجربة صاروخ الـ "حيتس 3" التي جرى إطلاقها من قاعدة وحدة التجارب الصاروخية في قاعدة سلاح الجو في بلماخيم، شكّلت في الواقع عرضا للقدرة الصاروخية، التي ستُشكّل مع دخولها الخدمة منظومة السلاح المتطورة في عالم اعتراض الصواريخ.

باتريك أورييلي، مدير وكالة الدفاع الأمريكية ضد الصواريخ (MDA) المشاركة في تطوير هذا الصاروخ (خصوصا عبر شركة بوينغ)، صرح سابقا عن أنّ منظومة الـ "حيتس 3" هي "منظومة ذات قدرات استثنائية، ستكون الأكثر تطوّرا عن كلّ ما اختبرناه فيما مضى في الولايات المتحدة الأمريكية مع منظوماتنا".

الفارق الأساسي بين الصاروخ الجديد وصاروخ "حيتس 2" (الموجود في الخدمة حاليا)، هو قدرته على تنفيذ اعتراض خارج الفضاء، معناه اعتراض خارج الغلاف الجوّي، بعيدا جدا عن حدود إسرائيل وعلى ارتفاع شاهق. هذه القدرة الفريدة ناجمة عن عدد من العوامل التي ستُفصّل فيما يلي.

تعزيز قدرة الردع

القدرة على الاعتراض خارج الفضاء، تهدف بشكل خاص إلى تقليص تأثير الضرر المباشر الذي يتسبّب به اعتراض صواريخ غير تقليدية. اليوم أيضا، صاروخ الـ "حيتس 2" قادر على اعتراض صواريخ كهذه على ارتفاع عشرات الكيلومترات (قريبا من الغلاف الجوّي)، لكن في حال استخدام رأس حربي كيميائي، على سبيل المثال، من المحتمل وقوع أضرار بسبب مخلّفات هذه المادة التي ستنتشر في الجوّ. تجدر الإشارة إلى أنّه تكفي كمية صغيرة جدا من السلاح الكيميائي للتسبّب بأضرار مميتة (من غاز VX، الموجود في الترسانة السورية وكان موجودا في الترسانة العراقية، يكفي 0،01 غرام).

المدى والارتفاع الدقيقين لـ "حيتس 3" لم يتم نشرهما، لكن صاروخ الاعتراض الأمريكي الموازي (3 –SM) يصل لمدى حوالي 500 كيلومتر، وارتفاع اعتراض حوالي 250 كيلومتر. من المنطقي أن نفترض أنّ الصاروخ الإسرائيلي يُظهر قدرات مشابهة وربما حتى أفضل. مخطّط التجربة الأخيرة، بحسب ما نُشر، هو بشكل عام خروج إلى الغلاف الجوي وتحليق على ارتفاع يزيد عن مئة كيلومتر. من المنطقي أنّ نفترض أنّه في هذه التجربة لم يُختبر كليا الأداء للصاروخ، ومن المتوقع إجراء العديد من التجارب الأخرى. حتى هناك بيانات أجنبية تفيد عن أنّ مدى اعتراض صاروخ "حيتس 3" يبلغ حوالي ألف كيلومتر وأكثر – مدى اعتراض كهذا سيُقلّص بشكل هام جدا تداعيات تأثير الـ EMP.

المدى الكبير للصاروخ سيفضي إلى القيام بعملية الاعتراض بعيداً عن الأراضي الإسرائيلية، فوق دول عربية. في حال إطلاق صاروخ من إيران، على سبيل المثال، سيتم اعتراضه فوق الأراضي الأردنية (وربما حتى بعيداً إلى الشرق أكثر – فوق العراق). في حال إطلاق صاروخ سكود من سوريا سيتم اعتراضه فوق أراضيها. يتضح من هذا أنّ هذه الحقيقة ستساهم في تعزيز هام لقدرة الردع الإسرائيلية إزاء إطلاق صواريخ أرض – أرض، وهذا بسبب حقيقة أنّ كلّ صاروخ سيصمد أمام منظومة الدفاع متعدّدة الطبقات، سيؤدي إلى تقليص هام بنسب "التسرّب" (عدم الاعتراض)، وسيؤدي إلى العديد من عمليات الاعتراض الناجحة، البعيدة عن حدود إسرائيل، وأحياناً حتى فوق أراضي الدولة المهاجمة نفسها.

تشكيل الدفاع متعدّد الطبقات

إدخال صاروخ "حيتس 3" إلى الخدمة سيسمح بتطبيق كامل لمفهوم الدفاع متعدّد الطبقات، الذي تمّ تطويره في إسرائيل كردّ على التهديد الجسيم المتمثل بإطلاق صواريخ بعيدة المدى وصواريخ باليستية، والذي اتّسع في السنوات الأخيرة (مع أنّ الانهيار المتواصل لسوريا يؤثر على التوازن في هذا المجال ويقلّص من قدرات "محور الشرّ" إلى حدّ ملحوظ).

في الواقع، في مناورة "تحدي كبير" التي جرت في إسرائيل خلال تشرين الأول والثاني من العام 2012 بمشاركة الجيش الأمريكي، تم اختبار مفهوم الدفاع هذا الذي يدمج الاعتراض بعدة طبقات، ويحظى بفرص نجاح عالية. لذلك جرى التدرّب حينها على دمج عدد من منظومات الدفاع الفعّالة إزاء الصواريخ: بطاريات "حيتس 2"، بطاريات باتريوت الإسرائيلية، بطاريات باتريوت 3 الأمريكية (التي من المفترض أن تُنشر في البلاد عند الضرورة)، وأضيفت إليها السفينة الحربية الأمريكية من نوع  AEGIS التي تحمل صواريخ مضادة للصواريخ من نوع 3 -SM ، المخصّصة للاعتراض خارج الغلاف الجوي. كما اختبرت حينها لأول مرة أيضا مكوّنات منظومة "العصا السحرية" ومنظومة حيتس 3 (خصوصا في مجالات الاتصالات ونقل المعلومات، الرادارات، ضبط النار وإدارة عمليات الاعتراض).

تعتمد الطبقة الدفاعية الأولى على صواريخ "حيتس 3" التي ستعترض الصواريخ المهاجمة في نطاق مئات الكيلومترات، بعيدا عن حدود إسرائيل. في حال لم ينجح صاروخ الاعتراض الأول في مهمته، سيبقى وقت كاف لإطلاق صاروخ ثان "حيتس 3"، الذي سيحاول اعتراض الصاروخ خارج الغلاف الجوي. وفي حال نجح الصاروخ في جميع الأحوال بالنفاذ إلى داخل الغلاف الجوي، ستُطلق حينها باتجاهه صواريخ الطبقة الدفاعية الثانية – "حيتس 2" (بحسب مفهوم التشغيل الخاص بسلاح الجو – كما نشر خلال مناورات كانت متاحة أمام وسائل الإعلام – سيُطلق صواريخ "حيتس 2" باتجاه كلّ صاروخ). في حال أيضا أخفقت هذه الصواريخ في مهامها، حينها ستدخل حيز التنفيذ الطبقة الدفاعية الثالثة التي ترتكز حاليا على بطاريات باتريوت الإسرائيلية والأمريكية، التي تشغل نماذج جديدة من هذا الصاروخ، الذي تم اختباره بنجاح في حرب الخليج الثانية (في العام 2003).

من المهم أن نشير إلى أنّ صواريخ الباتريوت هذه ليست صواريخ مختلفة كلياً عن صواريخ الباتريوت التي تم استخدامها قبل حوالي 22 عاما في حرب الخليج الأولى. صواريخ الـ 1-PAC وأولى نماذج الـ 2-PAC التي انتشرت في البلاد، حققت نتائج ضعيفة جداً (بحسب قائد سلاح الجو آنذاك، اللواء أفيهو بن نون، تم تدمير رأس حربي واحد بشكل مؤكد، بالإضافة إلى وجود شك فيما يخص عدد من الصواريخ المنفردة، لكن لم يتم اعتراض عشرات الصواريخ بشكل عام). تم استخلاص العديد من العبر على أثر هذه الحرب – خصوصا في مجال حساسية كبسولة استبدال السرعات، وأيضا تحسين القدرة على تحديد موقع الرأس النووي بين عدد من الأهداف الوهمية وعناصر الصاروخ (صواريخ الحسين تفكّكت بسبب قدمها وبسبب التغيير الذي أحدثه العراقيون على شكلها من أجل إطالة مداها).

حالياً تشغّل إسرائيل نموذج T –GEM من باتريوت 2-PAC، وبطاريات باتريوت الأمريكية التي من المفترض نشرها في البلاد تشغّل نموذج 3-PAC الجديد. تم اختبار صواريخ باتريوت الجديدة بشكل عملاني وعملت جيدا في حرب الخليج الثانية (2003) مقابل إطلاق قذائف وصواريخ عراقية ذات مدى متوسط وبعيد. الغالبية العظمى من الصواريخ والقذائف التي أطلقت باتجاه القوات البريطانية والأمريكية جرى اعتراضها بنجاح تام.

في المستقبل سترتكز طبقة الاعتراض الثالثة على منظومة اعتراض "العصا السحرية"، التي من المفترض أن تدخل إلى الخدمة بعد حوالي السنة – سنة ونصف.

اعتراض طويل المدى عن طريق مدمّرة AEGIS

حاليّاً، وقبل دخول منظومة الحيتس 3" إلى الاستخدام العسكريّ، بمقدور السفينة الحربية BMD AEGIS التابعة للأسطول الأمريكي أن تقوم بدور الاعتراض البعيد المدى. بشكل عام فإن سفينتين من هذا الطراز توضع في الخليج الفارسيّ (أثناء الطوارئ ستنشر في المنطقة سفن أخرى). هذه السفن الحربية تحمل صواريخ الـ 3-SM القادرة على اعتراض الصورايخ الإيرانية خارج الغلاف الجويّ فوق منطقة الخليج الفارسيّ. بإمكان هذه الصورايخ أن تثبت في تجارب اعتراض عديدة، وقبل حوالي خمس سنوات أيضاً أعترض عن طريق القمر الصناعي الأمريكيّ الذي خرج عن السيطرة. الصاروخ الذي أُطلق من مدمّرة AEGIS أصاب القمر الصناعي بشكل دقيق ودمّره بالكامل، خارج الغلاف الجويّ، وعلى علوّ كبير يصل لحوالي 247 كيلومتر.

في حال لم تنجح السفن المنتشرة في الخليج الفارسي بتدمير الصورايخ الإيرانية، عندها في أثناء تحليقها باتجاه "إسرائيل" بإمكان سفن BMD AEGIS التي وضعت في البحر المتوسط أن تطلق باتجاهه صورايخ اعتراض أخرى. في مناورة "تحدي كبير" شاركت السفينة الحربية كالتي وضعت في البحر المتوسط (بحسب المخطط الأساسيّ كان من المفترض أن تشارك سفينتان في المناورة، إلاّ أنّ نطاق المناورة تقلص كما ذُكر).

على الرغم من ذلك، من المهم التشديد على أنّ من خلال فحص مخازن صواريخ الاعتراض الأمريكية من الأنواع الآنفة الذكر يتبين أنها صغيرة تماماً (على الرغم من أنها كبُرت وازدادت على نحو منتظم) ومن المنطقيّ الافتراض أنه في حالة المواجهة العسكريّة الشاملة مع إيران، سيخصص قبل كل شيء لحماية المنشآت العسكريّة الأمريكية، وكذلك البنى التحتيّة الخاصّة باستخراج النفط والمنشآت الحيويّة التابعة لدول الخليج, في حال حصلت مواجهة كهذه، يمكن التقدير أن الولايات المتحدة الأمريكيّة ستعتمد على حقيقة أنّ إسرائيل تملك قبل اليوم منظومة دفاع ضد الصورايخ المتطورة التي تشمل ثلاث بطاريات حيتس، وكذلك بطارية الباتريوت الإسرائيليّة والأمريكيّة (وفي المستقبل "الحيتس 3" والـ"العصا السحريّة"). على ما يبدو أنّ سفن الـ AEGIS الجديدة ستشارك في حرب شاملة كهذه بالخصوص عبر نقل معلومات دقيقة عن إطلاق ومسارات الصورايخ المُهاجمة.

يُعتبر خطّ الدفاع الأول للردع مقابل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل هي أقمار DSP (Digital Signal Processing و SBIRS الأمريكيّة، التي تستوعب إطلاق الصورايخ عن طريق أجهزة استقبال (أشعة) ما دون الحمراء حساسّة جداً، وهي تنقل المعلومات بشكل مباشر إلى مراكز السيطرة والرقابة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي البلاد. كذلك، منذ العام 2008، وضع في إسرائيل (في النقب) رادار أمريكي ذكيّ من طراز 2-TPY(رادار PHASED ARRAY الذي يعمل في مجال الـ BAND-X), هذا الرادار يمكّن من زيادة مستوى الردع إزاء إطلاق حوالي 15-12 دقيقة (في حرب الخليج وضع في خدمة مواطني إسرائيل وقت للردع حوالي 5 دقائق فقط).

للرادار الجديد مدى أكبر بكثير مما لدى منظومة الرادار الإسرائيليّ "أورن يروق" (الصنوبر الاخضر) و"أورن ادير" (الصنوبر الجبار) (الذي يشخّص إطلاق صواريخ من مدى حوالي 1000 كلم) كذلك، ينقل معلومات أيضاً من رادارات سفن الـ AEGIS كما ورد أعلاه ويمكن أن ينقل معلومات حتى من طائرات من دون طيّار، التي ستجهّز بمنظومات مناسبة وستحلّق فوق مناطق الإطلاق لفترات زمنيّة متواصلة.

سرعة وقدرة مناورة

العناصر الأساسية التي تُكسب الصاروخ الجديد والقدرة على الاعتراض بمدى كبير إلى هذا الحد، هي سرعته الكبيرة وقدرة المناورة الفريدة لرأسه الحربي. لدى الصاروخ المؤلف من طبقتين، محرّك خاص مركّب على الطبقة الثانية، ويشغّل بعد فصله. لهذا المحرّك فوهة قذف متكيّفة، التي تكسب الطبقة الثانية قدرات مناورة عالية خاصة أن هدفها تمكينه من استهداف مباشر للصاروخ المهاجِم (HEAD ON). حسب منشورات أجنبية، تسمح قدرات المناورة تلك بإطلاق الصاروخ فوراً مع تشخيص الإطلاق، وهذا حتى قبل أن تنجز معطيات دقيقة حول مسار الصاروخ المهاجم. يطلق صاروخ الاعتراض باتجاه عام فقط، ويتقدّم بسرعة كبيرة.

وفي السياق نفسه، عندما يتم الحصول على معطيات دقيقة أكثر، فإن الصاروخ المعترض قادر على تغيير مساره بشكل مهم، والانتقال إلى مسار حركة واعتراض مغاير تماما، وهذا بالاعتماد على قدرات المناورة العالية عنده، وعلى جهاز تحسس ألكترو بصري فريد قادر على التحرّك في ثلاث مستويات بشكل مرن تماما، وتزويده بتوجيه وتعيين نهائيين بمستوى عالٍ من الدقة.

بأسلوب التشغيل الخاص هذا يُحرز مدى طويل بشكل خاص (على شاكلة صواريخ الجو-جو بيتون 5 من إنتاج رفائيل، التي تطلق إلى مدى بعيد خاصة بأسلوب LOCK AFTER LAUNCH (LOAL) – إطلاق عام وتقدّم سريع، وتباعا فقط نقل دقيق للمعطيات و"إغلاق" على الطائرة المقاتلة).

مستوى الدقة مرتفع، أوصل مطوّري الصاروخ إلى الاستغناء تماما عن العمل على دمج رأس حربي مسلّح (مادة متفجرة، شظايا وغير ذلك)، وتدمير الصاروخ المهاجم يرتكز فقط على إصابته المباشرة. هذا المفهوم العملاني، يؤدي حتما إلى خطر محدد، لأنه على أي حال لن تحصل فيها إصابة مباشرة تماما، لن يدمّر الصاروخ. الاستغناء عن الرأس الحربي أدّى أيضا إلى تصغير حجم ووزن الـ"حيتس 3" (نصف الـ"حيتس2") وزيادة سرعته، وأيضا تقليص إضافي في تكاليف إنتاجه- الأمر الذي يسمح بتوزيع وإطلاق صواريخ اعتراض أكثر باتجاه إطلاق الصواريخ. في حال تدمير الصاروخ المهاجِم، تستطيع صواريخ الـ"حيتس" الأخرى التي تطلق، استخدام قدرة المناورة الخاصة التي تملكها وتغيير المسار من أجل اعتراض صواريخ أخرى.

حسب صورة التجربة التي بثتها وزارة الدفاع يبدو أن الصاروخ يستخدم أيضاً في الملاحة "تعقّب الأقمار". أسلوب الملاحة هذا، الذي يستخدم أقمارا اصطناعية وجزءا من الصواريخ عبر القارات، مرتكز بشكل عام على عين تلسكوب صغيرة تنصب في الصاروخ وتحدد الأقمار المعروف تمركزها في السماء، وبناء على ذلك، يحتسب تماما التمركز والمسار المطلوب للصاروخ المعترض دون الحاجة  لمنظومات معقدة، باهظة الثمن وثقيلة (هذه الحقيقة أيضا ساهمت، على ما يبدو، في تخفيف من وزن وتكلفة الـ"حيتس3"). هكذا يُحرز صمود أكبر أمام حرب الكترونية قد تشوّش استحداث التمركز الذي سيرسل من الرادار الأرضي.

قدرات الصاروخ الجديد مع تحسينات نفّذت في رادار منظومة ("أورن ادير")، تحسن القدرة على مواجهة إطلاق عشرات الصواريخ، التي تطلق من مدى آلاف الكيلومترات ومن فوهات بسرعة كبيرة جدا (حوالي 3000 متر في الثانية). المدى الكبير لـ"حيتس 3" يمكّن من إطلاق عدد كبير من صواريخ الاعتراض، وأيضا تحديد، بدقة، الصواريخ المهاجمة التي نجحت في التهرّب من الاعتراض، واعتراضها عبر إطلاق صواريخ اعتراض إضافية.

حسب منشورات أجنبية، تُدرس في إسرائيل إمكانية نصب صواريخ الـ "حيتس3" على غواصات وسفن حربية تبحر بالقرب من دول العدو، وقادرة على اعتراض الصواريخ المهاجمة فوق أرض تلك الدول.

تجدر الإشارة إلى أن تحسينات إضافية تُدخل دائماً على صورايخ الـ"حيتس2"، من أجل تحسين اعتراضها لصواريخ أكثر حداثة ذات خصائص مراوغة (ذات مساحة مقطع راداري منخفض)، سرعة أعلى (نابعة أيضا من المدى الآخذ في الازدياد للصواريخ الباليستية)، قدرات مناورة، رؤوس حربية متشعبة ورؤوس زائفة وخادعة (كما يظهر في التجربة الناجحة لـ"حيتس 2" التي جرت في آذار 2010، أمام صاروخ الهدف الذي حاكى رأس حربي مناور أيضا يتفكك في الجو).

المدى البعيد بشكل خاص لـ"حيتس3" سيمكّنه من إصابة صاروخ في مرحلة مبكرة نسبياً من تحليقه، قبل أن يجزأ أو يفكك إلى رؤوس زائفة، وسواء دخل إلى مسار التسلل حيث يشغّل قدراته على المناورة حتى عندما أُطلق أو تفكك الصاروخ، كما حدث مع صواريخ الحسين في حرب الخليج الأولى، استطاع جهاز التحسس الخاص والحديث لـ"حيتس 3" من التوصل إلى تشخيص و"تجريم" الرأس الحربي الحقيقي، والتسبّب بتدميره الكامل.

اعلى الصفحة