اللوحة الثانية: جداريات

السنة الثانية عشر ـ العدد135 ـ ( ربيع ثاني ـ جمادى أولى 1434  هـ ) آذار ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

وطن

دهرٌ من الأعوام نهجّي في حضرة الموت كتاب الحياة.. يلهو بنا القهر كي نتسول منكَ ابتسامة أو قبر.. يعبثُ بأشعارنا الفزع لنضلل الحرفَ عن هَدْيِ القصيدة.. يشتهينا الإسفلتُ حفاةً ليدمي دربَ عودتنا إليك.. آه يا غربتنا الطويلة كقامة الرمحِ عند الغروب وأواهُ يا وطناً يرابِطُ رغمَ الضغينةِ في شهقة الروح.

جهاتٌ أربع

نملكُ الدفءَ.. لكن في البردِ نكتشِفُ الحقيقةَ.. نعتليْ شُهُبَ اللغاتِ.. لكننا نتلعثم بالتاء في وصف الجريمة..  تمر بنا الأكفان والظلُّ الشامت وسياط الوصاية الكريمة.. فنوصد في الرئتين زفرتنا الضارية.. تُرى.. أنُقَسِّمُ الهمَّ رغيفاً في حضرة الحقل..؟.. أو نوصد الحلق في لجَّةِ النهر...؟.. وهل ضاق بسرِّ غربتنا صبر الجهات الأربع..؟!

أقنعة

عرَّشت فينا المصائبُ بعدما أسلَمْنا للمدَّعينَ سُبلَ القافلة المشرَعةْ.. سخرت منا المراكب والنوارسُ البيضاءُ.. حتى أحلنا للطغاةِ صحوَ المنارةِ وترقيعَ الأشرعة.. ساورتنا المخاوفُ حتى تَلِفَتْ بواكيرُ الحصاد.. ونَشّفت ضرع المراعي.. والذئب رسّخ ادعاءه.. تُرى متى ستسقُطُ هذه الأقنعة؟..

تسليم

بكل الرضا سنحيلُ هذا الجرحَ لمدفَنِ النسيانِ والغربة.. ولكن أيا وطنَ الشهداءِ هل تمنحُ الأبناءَ بعدُ فرصة..! هل تُخرِجُ الأبناء من هذه النكبةْ.. بكلِّ الرضا.. شعبُنا يعيشُ حياته.. ويضحكُ ملء جرحِهِ رغمَ ظروفِهِ الصعبةْ..

مؤامرةُ الصمت

يغفو الليل.. أحدُهُم غرسَ حفرةً في قلب الرجل.. ليسرِقَ أحلاماً.. أسوأُ سرِقةٍ.. هي سَرِقةُ الأحلامُ.. آثارُ السرقةِ في كلِّ مكان.. في كلِّ شارع.. في كلِّ مدينة من مدن البلاد.. لكنَّ أحداً لم يشاهِدْها.. ولم تعتريه أيةُ دهشة.. أحياناً.. قصيدةٌ واحدةٌ تموءُ مثلَ قطةٍ محشورةٍ في زاويةٍ.. أفضلُ من مؤامرة الصمتِ على أحلامِنا المسروقة..

ارتحالات

تُرى ما الذي أيقظَ الضدَّ فينا.. انكفأنا إلى لغةِ الشكِّ نترقَّبُ عبر الحوائطِ هودجَ أيّامِنا.. صخرةُ العمرِ فتّتها الماءُ.. لو يعلمون… ولكنَّه الوهمُ صاحبُنا.. كلّما حاصرتنا الحقائقُ نطرقُ أبوابَهُ.. ندّعيهِ.. ونرفعُ أشرعةَ الموتِ في لُجّةِ التيهِ.. مَنْ يعرفِ الوهمَ يعرفُ أشياءَ أخرى.. إذنْ.. نعبرُ للتوحُّدِ في لغةِ العشقِ والموتِ والزمنِ المستحيلِ.. دارتْ بنا الأرضُ.. عدنا إلى حانةِ الضدِّ.. "لكنّما الضدُّ قاسٍ وثوبُنا بالٍ".. ووجهُ الليالي الشريدةِ ملتفعٌ بالضبابِ.. إلى أينَ يرتحلُ الراحلونَ..

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي

ابن دراج القسطلي

هو الموت

بَقـــاءُ الخـــلائقِ رَهْنُ الفَناءِ       وقَصْرُ الــتَّدانِي وَشــيكُ التَّنائي

لقــد حَـــلَّ مَنْ يَومُهُ لاقترابٍ       وَقَــدْ حان مَــنْ عُمْـرُه لانتِهاءِ

هـلِ المُـلكُ يَمـلِكُ ريبَ المَـنونِ       أَمِ العِــزُّ يَصْرِفُ صَرْفَ القضاءِ

هُوَ الْمَوْتُ يصدَعُ شَـــمْلَ الجميع       وَيَكســو الرُّبوعَ ثيابَ العفــاءِ

ابن جامع الأوسي

شجونٌ لا تفنى

إِذا مـا قُلتُ إِنّي عَنكَ ســـالٍ          فَـذاكَ اليَومَ أَعشَـــقُ ما أَكُونُ

فَـلا تَخشَ القَطيعَــةَ إِنّ قَلـبِي         عَلَيكَ الــيَومَ مُــؤتَمَنٌ أَمِـينُ

وَلا تَخشــى مَعَ الأَيّامِ خَــوناً          فَقَلبي بَعـضُهُ بَعـضاً يَخُــونُ

وَأَينَ مِـنَ السُــلُوِّ فُـؤادُ صَبٍّ          لَهُ فــي كُلِّ جارِحَــةٍ حَـنينُ

يُعَــلَّلُ بادِّكــارِكَ كُـلّ حِـينٍ         وَيَخضَع فِي رِضاك وَيَســتَكينُ

فَيَبلــى كُلُّ حُــبٍّ غَيرُ حُـبّي       وَتُفنِيني وَلا تَفنـى الشُـــجونُ

لسان الدين بن الخطيب

دار الفناء

إِذَا فَكَّــرْتَ فِي وَطَنٍ كَــرِيمٍ       نَبَتْ بِـكَ عَـنْهُ نَـائِبَةُ اغْـتِرَابِ

وَعَوَّضَكَ الزَّمَانُ بِشــــرِّ دَارٍ      وَسُـــكْنَى مَنْزِلٍ وَحْشِ الْجَنَابِ

فَأَبْدِ بِمَـــا انْتَقَلْتَ لَـهُ اغْتِبَاطاً      وَفَكِّــرْ فِــي انْتِقَالِكَ لِلتُّرَابِ

إسماعيل بن عمار الأسدي

مصير المرء

يا مَوتُ ما لك مُولعــاً بضِراري       إني عليك وإن صبرتُ لــزاري

تعــــدو عليّ كأنني لك واترٌ         وأؤول منكَ كمــا يؤول فِراري

نفسُ البعيــــد إذا أردتَ قريبةٌ       ليســـت بناجيةٍ مـــع الأقدارِ

والمرءُ سـوف وإن تطاولَ عُمْرُهُ     يوماً يصيرُ لحفـــرةِ الحَفَّــارِ

أبو جعفر ابن الزيَّات

قتلٌ طفولي

تَمَكَّنتَ مِن نَفســي فَأَزمَعت قَتلَها       وَأَنتَ رَضِيُّ البالِ وَالنَّفس تَذهَـبُ

كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَسـومُها       ورودُ حِياضِ المَوتِ وَالطِّفل يَلعَبُ

فَلا الطِّفلُ يَدري ما يَســـومُ بِكَفِّهِ      وَفي كَفِّــهِ عُصفــورَة تَتَضَرَّبُ

أبو جعفر القيرواني

مرضُ الحبيب

لَئِن مَرِضَ الحَـبيبُ فَقَد تَحَلّـى       مَحَاسِــنَ كُلُّنا فيهـا يَحــارُ

صَفا لَوناً وَراقَ العَينَ حُســناً        فَجـــاءَ كَأَنَّهُ ذَهَــبٌ نُضارُ 

  

اعلى الصفحة