اللوحة الثانية: جداريات

السنة الثانية عشر ـ العدد 134 ـ (  ربيع أول ـ ربيع ثاني 1434  هـ ) شباط ـ 2013 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

الأملُ.. للحظة

مقابلَ الركض وراء حياة.. قد لا أحصلُ في النهاية سوى على قصر من رُكـام..!.. لمَ التعبُ إذن ما دامَ الوقوفُ كثيراً في الطابور بانتظار الدور قد يطولُ عمرهُ وقد يستنسخُ المنتظرونَ قبلي بعضَهم.. ويطولُ الطابورُ أكثر.. وأتعبُ من الوقوف أكثر... وقد أموتُ من الاختناق إن لاحتْ لي نافذةُ "الأمل" بالإغلاق وقد فصلَ بيني وبينها "لحظة".

مطرٌ خاص

أحياناً كثيرةً أتمنى لو أن الأمطارَ تتنزلُ دونَ حاجة للغيوم.. لو أنها تهطلُ على رأسي الساخن عندماَ يقفُ بينَ أكتافي المنهكة كل "صيف".. ولأنهاَ لم تتعلم الولادةَ إلاّ من أرحام الغيوم، فإنّي أُبدِعُ لنفسي مطراً آخر.. تلدهُ الحنفياتُ النحاسية.. تلكَ التي اعتدتُّ وضعَ رأسي تحتهاَ عندما كانَ ينتمي لجسد طفلٍ "لا يهتمّ".. وأرشُّ الماءَ بالأنبوب على التراب الأحمر.. ونفسي.. وأشتمُّ رائحة التراب المبتلّ.. رائحةٌ لذيذةٌ تجعلني أشتهي التهامَهُ والحصى.. وبناءَ قصري الهادئ حذوَ بيوت النمل الأسود...!

مجرد سؤال

هل يحقُّ لي السيرُ حافياً على الرصيف إن أناَ مزقتُ حذائي في السير أثناءَ النوم...؟ سأنتظرُ الجمادَ هناك... حيثُ يقلُّ التنفس.. ويجفُّ الدم في القلب الذي كانَ ينبض.. وأذوبُ.. بعدَ طول التشكّل..!

النعامة والزرافة

لو لم يكن للنعامة عنق طويل لما كان لها قدمان طويلتان أيضاً وكذلك الزرافة.. فطول العنق يؤدي إلى اتساع الأفق!! وهذا بدوره يؤدي إلى ازدياد المعرفة.... والمعرفة تستوجب الصمت أو الفرار!!!... خافت النعامة فدست رأسها في التراب أما الزرافة فلم تستطع... فخلقها الله خرساء بلا صوت.... وكلٌّ ميسرٌ لما خُلِقَ له!!.

تشويه

وعلمنا آدم الأسماء كلها.... كان ينظر إلى الحمار فيقول حمار.... كان ينظر إلى الليثِ فيقول ليث.......... أما اليوم فبات آدم العربي ينظر إلى الحمار فيقول ثعلب وينظر إلى الكلب فيقول ليث.... فمن شوّه آدم عن فطرته؟.

سلاحف

رأيت السلاحفَ لا تشارك في المراتونات فقالوا: لأنها بطيئة...!... يا جماعة السلاحف لا تشارك في المراتونات لأنها ترتدي قميصاً من حديد... كلما زاد وزنها فيه اختنقت!!!... السلاحف لا تشارك في المراتونات لأنها لا تريد أن تفوز... فإن فازت كبرت في أعين الآخرين وإن كبرت ماتت اختناقاً...!!.

زمن

في زمن استخدمنا فيه الملطفات ومزيلات الروائح حتى ثقبنا طبقة الأوزون!.. صار آدم يتابع قناة الديسكفري لتشرح له: "كيف تطوَّر من قرد إلى إنسان؟؟!!"..

إنسان.. حيوان

لو ساد الحيوان هذا الكوكب لما أسس جمعية الرفق بالبشر.... لن يفهم الإنسان إلا الإنسان ولن يشفق على الإنسان إلا الإنسان... ومع هذا ترك الإنسانُ الإنسانَ وذهب ليصاحب القطط والكلاب.... ولله في خلقه شؤون !!!  

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

جبران خليل جبران

المحبُّ الهائمُ

فَإِن لَقِيتَ مُحــبّاً هائِمــاً كَلِفـاً        في جوعِه شَــبَعٌ في وِردِهِ الصَّدَرُ

وَالنّاسُ قالوا هُوَ المَجنونُ ماذا عَسى      يَبغي مِنَ الحُبِّ أَو يَرجــو فَيصطبرُ

أَفي هَوى تِلكَ يَســتَدمي مَحاجِرَهُ       وَلَيسَ في تِلكَ مــا يَحلــو وَيُعتَبَرُ

فَقُل هُمُ البُهْمُ مـــاتوا قَبلَما وُلِدوا       أَنّى دَروا كُنْهَ من يُحيي وَما اِختَبَرُوا

حازم القرطاجني

قبرُ الرسول

قفْ بينَ قبر محمَّـــــدٍ والمنبرِ       وقُلِ السَّــلامُ على السّراجِ الأَنْوَرِ

الْثم ثرى قبرِ النبيِّ محمَّــــــدٍ       وبذلك العَفَـــرِ الأَسـِـرَّةَ عَفِّرِِ

واسْــتَنْشِ طِيبَ نَسـيمِهِ وانْعَمْ بِهِ       واجْعَلْهُ خَيْرَ ذَخيرَةٍ للمحْشَــــرِ

مســـــتنزلاً لجميلِ عفوِ إلهِـهِ       عنْ ســالِفاتِ ذنوبِهِ مُسْـــتَغْفِرِ

واسْـتَنْشِ طِيبَ نَسيمِ طَيْبَةَ في الصَّبا       واســألْ نَسـيم الرِّيح عَنْها تُخْبَرِ

وإذا نَظرْتَ إلى سَــــنَا إشْراقِها        فأَهِـلَّ شُـــكْراً للإلــهِ وكَبّرِ

وانظرْ بمســجده محلَّ ســجودِهِ        وإلى مقــــام قِيامِـهِ فيه انْظُرِ

صلَّى عليه اللهُ مـــا صَدَعَ الدُّجى       بضيائِهِ فَلْـقُ الصبَّاحِ المسْــفِرِ

إبراهيم الأحدب

نسبٌ

ماذا تقول بمدحك الشـــعراءُ       وعُلاك ترفعُ أصلَهُ الزهـــراءُ

والله قد أثنى عليكم بالـــذي        قد شـــــرَّف الثقلين منه ثناءُ

آلَ الرسـولِ بكم يُبَيَّنُ لنا الهدى      ويزول عن عين اليقين غشـــاءُ

نسـبٌ كمثلِ الصبحِ لاحَ لناظرٍ        ما للصباح عن العيون خفـــاءُ

نُفِحَتْ مآثِرُكَ الزكيةُ في الورى        وتأرَّجَتْ بثنائكَ الأرجـــــاءُ

وخلايقُ المخــتارِ فيكَ تجمَّعتْ        فتشـــابه الأبنـاء والآبــاءُ

باقر الكاظمي

كأسُ الحب

حتَّامَ تجفــو مُعَنَّى القلبِ حـتاما       وما اجترحتَ بشــرعِ الحبِّ آثاما

لي مُقْلَتا ســـَهَرٍ لولاكَ ما هَمَتا       ولي فؤادٌ شــجيٌّ لولاك ما هاما

أَصْفَيْتُكَ الوُدَّ من قلبي وتمنحُــني    قِلَىً وتمنحُ جســميَ منكَ أسقاما

رفقاً بمهجةِ صبٍّ أنت ســـاكنُها       يا مُتْلِفي كِلفـاً وجـــداً وتهياما

يلومني فيك صاحي القلبِ من كَلَفٍ  لو كانَ يشرَبُ كأسَ الحبِّ ما لاما

لو لم يكن في خِلالِ اللَّومِ ذِكْرُكَ لم   أَصِخْ فأســــمعُ عُذالاً ولُوَّامـا

ذو الإصبع العدواني

دورة الحياة

وَلَيسَ المَـرءُ في شَــــيءٍ          مِـــنَ الإِبرامِ وَالنَــقضِ

إِذا أَبرَمَ أَمــــراً خــالَهُ            يُقــضى وَمــا يَقــضي

جَــديدُ العَـيشِ مَـــلبوسٌ         وَقَد يوشِــــكُ أَن يُغضي

يَقــولُ اليَومَ أُمـــــضيهِ           وَلا يَمــلِكُ مـــا يُمضي

عَـذيرَ الحَـيِّ مِـن عَـدوانَ        كانــــوا حَــيَّةَ الأَرضِ

بَغـــى بَعضٌ عَلــى بَعضٍ        فَلَــم يُبقــوا عَلى بَعضِ

فَقَــــــد صاروا أَحاديثَ           بِرَفعِ القَــــولِ وَالخَفضِ

أَمـــرَ اليَومِ أَصلِحْــــهُ           وَلا تَعرِض لِمـــا يَمضي

فَبَينا المَـــــرءُ في عَيشٍ         لَهُ مِن عِيشَـــــةٍ خَفضِ

  

اعلى الصفحة