الشيخ حسان عبد الله في حفل تأبين للشهيد الشيخ عبد الرزاق الأسمر:
يموت الناسُ.. والشهيدُ لا يموت.. يبكي الناس، والشهيد مبتسمٌ

السنة الحادية عشر ـ العدد132 ـ ( محرم ـ صفر 1434  هـ ) كانون أول ـ 2012 م)

بقلم: رئيس التحرير

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

بحضور حشدٍ علمائي كبير وقوى سياسية لبنانية وفلسطينية تقدمهم ممثل سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وسعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن آبادي وممثل عن سفارة السودان ونائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد والوزير الحاج محمد فنيش إضافة إلى نواب ووزراء حاليين وسابقين.

أقام تجمع العلماء المسلمين حفلاً تأبينياً للشهيد الشيخ عبد الرزاق الأسمر، وألقيت في الحفل كلمات لكل من: رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء الشيخ حسان عبد الله، كلمة رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد, كلمة إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، كلمة رئيس حركة التوحيد الشيخ بلال شعبان وكلمة آل الشهيد ألقاها الشيخ أحمد عبد الرحمن.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء الشيخ حسان عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.. أيها الأخوات والأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)

عجيب أمر الشهادة، يتمناها سيد وُلْدِ آدمَ الذي غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، لا يتمناها مرة، بل مرةً.. ومرة.. ومرة «... والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل».. عظمةُ الشهادة عند الله عجيبة!! وما أعدَّ الله للشهداء أعجب من العجيب!!..

نعم أيها الأحبة..

ليس هناك أصعب من فراق الأحبة.. فمن يفارق حبيباً يصبح في عداد الموتى.. يصبح ميتاً على قيد الحياة..!!

في محضرِ الشهادةِ المَهيب.. وعند عتبات الدم المرفوعِ قرباناً للسماواتِ العُلى.. لا نستطيعُ أن نستحضر كلَّ المفردات التي تليقُ بهذه الهيبة الكبرى ولا نستطيعُ حيال ذلك أن نعوِّض فادح الخسارة.. إلا أننا نقول كما قالها رسول الله "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله.. وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون.."

وقفتُنا الآن هي مع اللحظاتِ الأولى للشهيد، والأخيرةِ للمجاهدِ.. تلك اللحظاتِ التي يُحجِمُ عنها الرجال، ويخافُ من هولِها الأبطالُ.. تلك اللحظاتُ التي يفارقُ فيها الإنسان حياتَهُ وكلَّ ما رتَّبه لنفسه من أحلامٍ وأوهامٍ لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبراً لا عيان.

هذه اللحظاتُ هي "أولى لحظات الشهيد".. هي لحظات تحكي بداية ولوجِهِ باب البرزخيةِ.. بدايةُ مفارقته الدنيويةَ إلى الأخرويةَ.. نهايةُ كونه مسلماً حياً إلى بدايةِ حياة الشهادة الأبدية.. لحظاتٌ عجيبةٌ في قاموس الإنسان.. لحظاتٌ لا يدركها أيُّ إنسان.. إنها لحظاتٌ لا يمتطي صهوتَها إلا أهلُ الإيمان .. لحظاتٌ يعجز عن وصفها البيان.. لحظاتُ إقبالٍ وإحجامٍ ممتزجان.. لحظاتٌ يقفُ فيها عقلُ المؤمن حيرانَ: أيباركُ أم يحزن، أيهنئ أم يعزي، أيبكي أم يفرح.. أحزان أم أفراح وأحضان!!.. فما حال تلك اللحظات!!.. ما أعظم الشهادة في سبيل الله .. أرضيت يا شهيد !!

يفتن الناس في القبور، والشهيدُ في القبر مسرور، فعنِ النبيّ(ص) أن رجلاً قال: يا رسول الله ما بالُ المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلا الشهيد، فقال«كفى ببارقةِ السيوفِ على رأسِهِ فتنةً». نعم كفى بالطلقات الحاقدة على رأسه فتنةً..

يرى مكانَهُ في الجنة قبل موته.. لا يجد من ألم الموت شيئاً.. تمحى خطاياه من أول دفعة من دمه.. يأمنُ من فتنة القبر!!.. كلُّ هذا في لحظاتٍ قليلةٍ يخاف منها جميعُ بني البشر، إنها لحظات امتحانٍ، لحظاتٌ قصيرةٌ يجتازها المؤمنُ الولهانُ، يسيل فيها دمُهُ فيرى مغنَمَهُ «لا تجفُّ الأرض من دمِ الشهيدِ حتى يبتدرُه زوجتاه، كأنهما طيران أضلتا فصيلَيْهما ببراحٍ من الأرضِ بِيَدِ كلِّ واحدةٍ منهما حلّةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها..

أيها الأحبةُ.. 

يموت الناسُ.. والشهيدُ لا يموت.. يبكي الناس، والشهيد مبتسمٌ في وجه الردى يضمُّ الموتَ بصدرٍ فيه لوعةُ الإيمانِ تحترِقُ شوقاً للقاء الحور الحسان كأنهن الياقوت والمرجان.

بحرٌ متلاطمُ الأمواجِ يتدافعُ على شواطئ أفكارنا فيجتاحُنا ولا نعرف من أين نبدأ حين يكون الحديثُ عن الشهيدِ في محضرِ شهادتِهِ بين أحبّتهِِ.. إلا أننا نفتقُدُ رجلاً من رجالات العلم والجهاد.. كان شيخاً مجاهداً... التحق بصفوف سرايا المقاومة اللبنانية منذ نشأتها.. وأَحَبَّ أن يكونَ شهيداً على أرضِ فلسطين.. على يدِ ألدِّ أعداءِ الله.. لكنه قضى وهو يحاول درء الفتنة فكان القربانَ.. لم يقاتِلْ أبناءَ وطنِهِ.. بل أرادَ لأبناءِ وطنِهِ أن يكون السلاحُ موجهاً ضد عدوٍّ أوحدٍ للأمةِ جمعاء.. وهو إسرائيلُ ومن وراءَ إسرائيل.. تماماً كما فعل خلال فترةِ احتلالِ أرضِنا.. إذْ لم تكن الحدودُ لتمنعْه عن الجهاد.. ولم يعشِ المناطقية ولا المذهبية.. شاركَ في عملياتٍ عسكريةٍ عدّة ضد العدو الصهيوني منها عمليةُ بئر كلاب البطولية..

هذا الشيخُ الشهيدُ كان مسؤولاً في الوقت عينِه عن التثقيف في حركة التوحيد الإسلامية وعضوَ الهيئة العامة في تجمع العلماء المسلمين.. وعلى الرغم من ذلكَ كان تواضُعُهُ أكبر من أن تحتجزه الألقاب.. لقد كان دائم الابتسام.. ومدركاً تماماً لما يريد.. لأن الصورةَ لديه واضحةٌ وليست ضبابية.. وهو العالم الحاملُ لشهادة الماجستير كان يهيئُ نفسه للحصول على الدكتوراه حيثُ جاءني يوماً طالباً دعم التجمع بعد أن أعيته الحيلةُ وألمت به ظروف الحياة الصعبة.. وإن من دواعي سرورنا أن ندعمه.. وبالفعل.. لكنه قضى شهيداً وكان قاب قوسين أو أدنى من نيلها.. لكنهُ نال الشرف الأعظم.. شرف الشهادةِ التي ليست كمثلها شهادة.. ومضى باتجاه الضوء العظيم.

شهيدُنا الشيخ.. واحدٌ من الذين أنبتتهم هذه الأرض الطيبة ليكون شهيداً فداءً لدينه وشعبه ووطنه.. ولقد عاش حياته وهدفُهُ الأساسُ بل وأُولى أولوياتُهُ تحريرُ القدسِ.. لأن فلسطينَ عاشتْ في قلبِهِ.. وفي وجدانِهِ.. وفي عقلِهِ المُتْرعِ بالحكمةِ.. لكنَّ رصاصاتِ الغدرِ لم تنلْ من فلسطينَ التي عاشتْ فيه وعاش فيها.. هو مضى لكنه تركها أمانةً بين أيدينا.. لأنه كان حريصاً جداً على أن لا تتحولَ قبلةُ المجاهدينَ فلسطين إلى قطعةِ أرضٍ يتناوشُ حدودَها وما بعدَ حدودِها الأشرارُ..

هذا الشيخُ الذي كان يتحلى بليِّنَ العريكةِ إلا أنه كان حادَّاً وجازماً وحاسماً في مواقفه ممن باعوا وطنَهم وقضيّتَهم.. كان رحيماً مع أقرانه ومَن عاصروه.. لطيفاً ودمِثَ الأخلاق.. هكذا عَهِدناه.. وهكذا مضى شهيدُنا إلى جنان الله ولا نملك إلا أن نقول... إنا لله وإنا إليه راجعون.

وإلى الذين قتلوه نقول لقد ضللتم الطريق وسلكتُم مهالكَ الدروب وظننتم أنكم بذلك تحسنون صنعا كما قال الله عنكم في محكم كتابه:

﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾(الكهف103-104)  لقد جعلتم في أولى أولوياتكم تكفيرُ من لم يوافق على نهجِكم وأبحتُم دمَه ولم تفكروا لحظةً أن في ذلك مصلحةً لعدونا الصهيوني الذي لا يريدُ لنا ولا لكم الخيرَ إن الأولويةَ في الاستعداء يحددُها الله عز وجل وهو القائل:

﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾(المائدة:82). ونهانا رسولُ الله عن تكفيرِ بعضِنا البعضَ فقال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضربُ بعضُكم رقابَ بعض"..

 لقد وعى الشهيدُ أولوياتِ الصراعِ فحرِصَ على أن لا يُقتل إلا في فلسطين أو على دربها ولكن الذين يريدون مذهبة الصراع كَمَنوا له وهو يحاول فض الاشتباكِ وارتفع شهيدا سيُكتب بإذن الله عند الله أنه حقن دماء المسلمين وسعى من أجل فلسطين فمن أعلى منه مرتبة عند الله.

أيها الأخوة:

باختصارٍ أقولُُ لكم نحن في تجمع العلماء المسلمين مجموعةٌ حددت أولوياتِها فكانت الدعوةُ لوحدةِ الكلمةِ وكلمة التوحيد جُهدَنا الأكبر ودعمِ المقاومة في أي منطقة من مناطق العالم الإسلامي وخاصة في فلسطين حتى تحريرها من البحر إلى النهر بل ودعمِ  حركات المستضعفين في العالم شُغلَنا الشاغلَ ودرءِ الفتنةِ بين المسلمين فيما بينهم، وفيما بينَهم وبين غيرهم أكبرَ همنا وعلى ذلك عاهدنا اللهَ وبه نلقاهُ ونسألُ الله أن نقتل في هذا السبيل وتُذرَ أجسادُنا في الهواءِ في سبيل الله وعلى خطى رسول الله صلى الله عليه وآله ولن تنفع كل محاولاتِ ثنينا عن هذا الطريقِ مهما وُجه إلينا من اتهاماتٍ وافُتري علينا من افتراءاتً وليكن واضحاً لدى الجميعِ وباختصارٍ أولوياتُنا هي:

1- تحريرُ كاملِ التراب الفلسطيني بالجهاد والحث عليه وعدم الاعتراف بأي محاولةٍ لتجميد الصراعِ مع العدو الصهيوني أو اختراعِ أعداء آخرينَ لنا.

2- وجهةُ نظرِنا من أيةِ حركةٍ شعبيةٍ تقومُ الآنَ أو قامت في العالم الإسلامي أننا معها بمقدارِ ما هي مع فلسطين وأننا ضدَها بمقدارِ ما تسعى لإجهاض مقاومةِ شعوبنا ضد العدو الصهيوني.

3- نحن مع الوحدةِ الإسلاميةِ ونعملُ لأجلها ونرفضُ الفتنةَ ونواجُهُهَا بل نحن مع الوحدة الوطنيةِ والسعي إلى عقد اجتماعيٍ من خلال حوار سلميٍ بعيداً عن التقاتلِ الداخلي الذي يسعى له أعداءُ الوطنِ ولذلك ندعو للمسارعةِ في تلبيةِ دعوةَ فخامةِ رئيسِ الجمهورية لهيئة الحوار والتفكير في طريقة الخروجِ من المأزق من خلال حكومةِ اتحادٍ وطنيٍ إن أمكن وإخراجِ قانونِ انتخاباتٍ يضمنُ صحةَ التمثيلِ من دون مراعاةٍ للسعي لضمانِ الأكثريةِ من خلال مجردِ إقرارِ القانون، يجبُ أن تكونَ الأكثريةُ الشعبيةُ يعبرُ عنها بأكثريةٍ نيابيةٍ.

4- بالنسبة إلى سوريا نحن ضد الظلم من أي جهة جاء ولا نرضى أن يعيشَ الشعب السوري تحت الظلم والقمع وندعو لأن يأخذَ حقوقَه كاملةً ولكننا في الوقت نفسِه نحن ضدَ الوصولِ إلى هذه الأهدافِ من خلال الفتنةِ والاقتتالِ الداخليين ولكن من خلال معارضةٍ سلميةٍ بعد إجراء التعديلات الضروريةِ للوصول إلى أن يقررَ الشعبُ السوريُ مصيرَه لا أن تقررَ له الدولُ التي لا تريد خيرا لأمتنا لذلك فإننا ندعو لإيقاف الأعمالِ العسكرية واللجوءِ إلى الحوار الداخلي الجاد وعدم تنفيذ أجندات الغرب الذي يريد النيلَ من موقع سوريا المقاوم والممانع فسوريا تكادُ أن تكون البلدَ الوحيدَ في العالم العربي اليومَ الذي ما زال متمسكا بدعم المقاومة ونهجها.

رحمك الله يا شهيَدَنا وعزيزَنا ونعدُك بالاستمرارِ على نهجك الذي ارتضيتَ حتى النصرِ أو الشهادةِ والحمد لله رب العالمين.

كلمة رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد

بداية أسأل الله سبحانه وتعالى لشهيدنا العزيز والحبيب الدرجة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى وعظم الله أجورنا وأجوركم بشهادته، وإنني باسم الأخ العزيز سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقيادة حزب الله أتقدم من عائلته ومن أسرته وأتقدم من حركة التوحيد ومن تجمع العلماء المسلمين ومن كل العلماء المسلمون بالتعزية والتبريك في شهادة الأخ العزيز الشيخ عبد الرزاق

السؤال الأول لماذا قتلوك؟ هذا السؤال يجيب عليه القاتلون،وأما نحن نجيب على سؤال آخر وأسمه لماذا استهدفوك وماذا رأوا فيك؟ من خلال ما رأينا في الأيام القليلة الماضية من سلوك جنوني على مستوى الإعلام وعلى مستوى الفتاوى وعلى مستوى السلوك وعلى مستوى المواقف السياسية من هم الذين أفتوا بقتلك؟ فقهياً وسياسياً كل الذي سمعناه في هذه الأيام القليلة الماضية هم شركاء في قتلك، كلهم اشتركوا في قتلك،كل ما كان يجري هو تغطية على حربٍ حقيقية تهدف إلى إخراج المسلمين من مشروع تحرير فلسطين، إخراج العرب من مشروع تحرير فلسطين، إخراج اللبنانيين من مشروع تحرير فلسطين، إخراج الفلسطينيين من مشروع تحرير فلسطين، إخراج الإسلاميين من مشروع تحرير فلسطين، إخراج المسلمين السنة من مشروع تحرير فلسطين، وإخراج المسلمين الشيعة من مشروع تحرير فلسطين،الذي يجري يرتبط بهذه القضية، كل الأمور الأخرى هي دجل هي نفاق هي تغطية على هذه القضية، هذه العاصفة كانت تعني أن الذين يدخلون في مشروع فلسطين يشكلون تهديداً أيها الإخوة الأعزاء.

المقاومة في العالم العربي، في العالم الإسلامي، في فلسطين في لبنان تشكل تهديد في منظور هؤلاء تهديداً وطنياً وطائفياً ومذهبياً  وقومياً واستراتيجياً، المقاومة هي التهديد وليس التهديد هو تموضع هؤلاء في مشروع أمريكي إسرائيلي لمواجهة المقاومة هو التهديد. من هنا أقول إن استشهاد الشيخ عبد الرزاق شهادة حقيقية في هذا المشروع الذين قتلوه هم الذين أرادوا أن يُخرجوا المسلمين من مشروع المقاومة في المنطقة، الذين قتلوه هم الذين أرادوا أن يضعوا الحقد والعداوة فيما بين المسلمين واللبنانيين، والمسلمين والمسيحيين، أرادوا أن يضعوا عداوة في صف المقاومة لأن لبنان منقسم ليس مذهبيا ولا طائفيا ولا قومياً، لبنان منقسم ما بين مشروع المقاومة ومشروع ضد المقاومة، هذا هو الانقسام الموجود، هم يريدون أن يضعوا معايير أخرى منافقة وكاذبة لهذا الصراع، يريدون أن يفرضوا على اللبنانيين ثقافياً وسياسياً وإعلامياً وحتى فتوائياً أن يفرضوا عليهم معايير أخرى للانقسام السياسي، هذا ما يقولونه، هم يقولون أن مشكلتنا مع المقاومة في لبنان ومشكلتنا مع سلاح المقاومة. بيان طويل عريض لم يتحدث ولا بكلمة واحدة عن خطر اسمه إسرائيل ولا كلمة! أقول لهذا الرجل الذي لا أسميه من خلال ما جرى في الأيام الأخيرة الماضية الذي كان يقدم رأسه رأس حربة فيما جرى، هذا يريد قليلاً من الالتفات والتنبه إن بعض هؤلاء وهو بالذات يريد أن يستعيد مجده الاستراتيجي ويريد أن يستعيد هذا المجد على قاعدة أن مجده لا يمكن أن يستعاد إلا إذا رأى الحرب والصراعات والفتنة المذهبية والطائفية في هذا البلد، ليس الموضوع موضوع اصطفافات فحسب الموضوع أن البعض في لبنان نكاية أو حقداً أو سياسةً أو تورطاً أو ارتهاناً لم يكن عنده  ما يمنع أن يتحالف مع مجرمين  في كل سياقهم التاريخي  مع عملاء في كل سياقهم التاريخي، وما كان يمنع أبداً أن هذا السياق التاريخي المجرم أن يتحالف أيضاً لكن بهدف أخر هو أن يرى الحرب والدم والاقتتال يجري في هذا البلد وهو يستعيد ويقف مستعيدا هذا المجد السياقي التاريخي الاستراتيجي، لقد فعلوا في الإعلام وفي السياسة وفي المواقف وفي السلوك، كل ما يوصل إلى هذه الحرب الداخلية إلى هذه الفتنة إلى هذا الصراع.

كلمة إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود

الآن وقد وضحت المعركة من صديقي العظيم في مصر إلى صديقٍ مزعوم يجلس مع قوى 14 آذار في أسوأ لحظة وبيان سياسي في تاريخ لبنان فيما أظن إلى إسلاميين مزعومين في كل مكانٍ يزعمون أنهم يستقوون بأميركا من أجل الحصول على الحرية وعلى الحقوق الإسلامية وعلى الحكم بما أنزل الله، إلى تكفيريين يستبيحون دماء الناس في الشوارع ويستبيحون دماء أمثال الشيخ عبد الرزاق، إلى كفرٍ إلى تواطوٍ عربي مريب إلى ما لا يمكن أن يصدق طائرات إسرائيلية تقطع ألفي كيلو متر أو أكثر لتضرب مصنعاً صغيراً في السودان ويسكت العرب جميعاً ولا نرى ردة فعلٍ ولا تعليق، أي ذل أكثر من هذا؟ وبالمقابل أي وضوح أكثر من ذلك؟

إخواني الكرام انتم في تجمع العلماء المسلمين بما تحملون من مبادئ وأفكار قد تكون بحاجة إلى تطوير أو تطبيق، إخواني في حركة التوحيد في جبهة العمل الإسلامي في هذا الاتجاه المرتكز والداعم للمقاومة والواضح الرؤية لم يعد يجوز التردد لم يعد يجوز الانكفاء نحن بموضع ينبغي أن نبدأ فيها بمعركة الهجوم على الباطل، بمعركة فضح الباطل الذي يختبئ بثوب الإسلام مزوراً الإسلام والحقائق الإسلامية الواضحة، نحن في لحظة يجب أن نمتلك فيها إلى أن نفضح كل الأوراق حتى لو تخبأت أو اختبأت خلف ثمانين سنة من زعم الدعوة إلى الحكم بما انزل الله أو تحت أي لقبٍ طويلٍ أو كبيرٍ أو صغير، من هنا ومن هنالك فأنتم تعلمون تماماً ليس هنالك إسلام من دون فلسطين، ليس هنالك إسلام من دون جهاد ومقاومة، ليس هنالك إسلام من دون وحدة الأمة، ليس هنالك إسلام من غير الارتكاز إلى التاريخ العريق والتطلع إلى المستقبل المشرف الذي يختصر بكلمة لا بد من زوال إسرائيل هذه حتمية قرآنية لن ينقذها صديق عظيم أو وفي أو أي تراجع هنا.

كلمة رئيس حركة التوحيد الشيخ بلال شعبان

لقد سفحتم دم ومكان ومكانة طائفتكم في لبنان، فها هي كل الطوائف تتواءم فيما بينها، ولكن عندما تقف أمام التيار الأكثري الأزرق الأغبر تجد كل مشاريع الشرذمة والإلغاء "والله الذي يفتح فاه بكلمة يصبح خارج دائرة الطائفة" هل أنت رب العالمين تبارك في علاه حتى تكشف عما في القلوب؟ وحتى تصنف الناس؟ فلان على الجنة وفلان على النار. واللهِ.. واللهِ لولا الخوف من الله عز وجل والتربية التي تربينا عليها بمنع سفك الدم بداخل الأمة وما بعرف إذا تربية صح أم تربية خطأ، واللهِ لتحول المشهد بشكلٍٍ كليٍ في داخل لبنان وفي داخل كل مناطقنا. أيها الإخوة الكرام يقول رسول الله(ص): " كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله" ويقول(ص): "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه" فكيف يجلس ممثلي الحركات التاريخية في مجلس عسكري يُتخذ فيه قرار قتلنا وذبحنا بأي شرع ؟ بأي دين؟ هناك مشروع كراهية ومشروعنا مشروع الحب، ومشروع إلغاء، ومشروعنا مشروع تكامل. من العام 1982 إلى 1985 كل هذه الحركات تربت تحت جناحنا وشبت ودبت ونبت ريشها تحت جناحنا ولما اشتد ساعده رماني!! أهذا الإسلام أهذا الدين أهذه الإخوة؟! يوجد مشروع الظلم والظالمين والعمالة لمشاريع الدول الإقليمية. نحن أول من وقف بوجه كل مشاريع الظلم سابقاً وحالياً ولاحقاً، لأن الوقوف مع الظلم يؤدي إلى النار والكافرون هم الظالمون، نحن مع الشعوب المستضعفة نحن مع حق الشعب السوري واللبناني والمصري والفلسطيني أن يحكم نفسه بما أمره الله تبارك وتعالى وقال به، نحن مع حقن الدماء وضد التدخل الأجنبي، ولكن أيها الإخوة الكرام نحن ضد أن ندمر بلادنا وضد أن ينتقل الصراع إلى داخل أمتنا لأن من حدد لنا العدو هو الله تبارك وتعالى في علاه وحدد لنا القبلة باتجاه القدس لتبقى القدس قبلة جهادنا ولن نضل الطريق.

إن الشيخ عبد الرزاق هو شخصيات بشخصية واحدة (رحمه الله) هو المرشد النفسي، هو المرشد التربوي، هو المنسق التعليمي هو أمين مكتبة لعشر سنوات ومدرس لعشر سنوات هو إمام وخطيب في "مسجد العيروني" التابع لدار الفتوى الإسلامية التي ما نعته (صار عنا مشايخ بسمنة ومشايخ بزيت) رحم الله الشيخ أحمد عبد الواحد ورحم الله الشيخ عبد الرزاق الأسمر اللذان درسا بجامعة واحدة وربما كانا على مقعدٍ واحد.

عندما يُراد أن يُدان في مواقع الإنترنت توضع له صور إلى جانب راجمة صواريخ في جنوب لبنان! أهذه إدانة أم شتيمة أم هي شهادة حُسن سلوك؟.. لن نموت في الأزقة، سنترك عفن الأزقة لكم والله كنا نمني أنفسنا وكان يمني نفسه وما زلنا نمني أنفسنا بالموت هناك على بوابات القدس والله عندما تحدث فتنة نسعى بكليتنا من أجل أن نحقن الدم، ركض الشيخ عبد الرزاق ليقول: "إياكم أن تقتتلوا، لا ترموا، ارموا بالعالي إياكم أن تقتلوا إياكم أن تصابوا أو أن تجرحوا" لتعاجله طلقة في رأسه!!

كلمة عائلة الشهيد للشيخ أحمد عبد الرحمن

رحمك الله يا شيخنا إن الذين كنت تحذر من إيذائهم خوفاً من الله تعالى هم الذين قتلوك ولم يراعوا حرمة الله فيك فحسبنا الله ونعم الوكيل ونشكر تجمع العلماء المسلمين على هذا الاحتفال والتأبين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إعداد: رئيس التحرير

اعلى الصفحة