التجمع يقيم حفلاً تكريمياً لسماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري

السنة الحادية عشر ـ العدد 131 ـ (ذو الحجة 1433 هـ - محرم  1434هـ ) تشرين ثاني ـ نوفمبر ـ 2012 م)

نشاطات تشرين أول 2012

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

أقام تجمع العلماء المسلمين حفلاً تكريمياً لسماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري المستشار الأعلى لسماحة آية الله العظمى الإمام الخامنائي (مد ظله) حيث قدم التجمع لسماحته درع التجمع التكريمي من الدرجة الأولى وقد تليت في المناسبة كلمات ثلاث على النحو التالي:

- كلمة الشيخ أحمد الزين:

في البداية أتوجه لله بالحمد والشكر والثناء، الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تُعد ولا تحصى ومن أعظمها ومن أجملها وأسماها وأجلها هذا اللقاء الطيب بين علماء المسلمين ومن هنا من هذا البيت بيت العلماء المسلمين أتوجه إلى سيدنا وحبيبنا وشفينا وقائدنا وقرة أعيننا أتوجه إلى المدينة المنورة إلى سيدنا رسول بأزكى تحية وأعطر سلام وأزكى صلاة، الصلاة والسلام عليك يا سيدنا يا رسول وعلى آلك وأصحابك وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

باسمكم جميعاً علماء الشيعة والسنة أرحب أجمل ترحيب بعَالِم التقريب و عَالِم الوحدة والعَالِم العالمي سماحة الشيخ محمد علي التسخيري بيننا أرحب به أجمل ترحيب وفي ترحيبي له أحمله الأمانة والتحية الزكية إلى قائد الأمة وولي أمرها إلى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي حفظه الله.

 باسمنا جميعاً العالم الكبير الشيخ محمد علي التسخيري الذي يحمل رسالة الإسلام، رسالة الوحدة بين المسلمين أولاً والوحدة بين جميع الناس ثانياً، لا يقف معها في طهران ويدعو الناس إليها وإنما يحمل نفسه من بلد إلى بلد ومن قارة إلى قارة كنا معه في اندونيسيا ونحن معه في طهران ونحن معه في تركيا ونحن معه في أفريقيا وفي أوروبا وفي كل مكان يحمل راية الإسلام وراية الوحدة بين المسلمين وبخاصة بين السنة والشيعة.

يا سماحة الشيخ محمد علي التسخيري أرحب بك أجمل ترحيب في دار الوحدة الإسلامية في دار التقريب بين المذاهب في بيت العلماء المسلمين في لبنان أهلاً وسهلاً ومرحباً في تجمعكم وداركم دار تجمع العلماء المسلمين في لبنان والحمد لله رب العالمين.

- كلمة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله:

في مواسمِ القطافِ.. وعند حقولِ التعبِ التي رواها عَرَقُ الجُهدِ وحَرَسَتْها عيونُ السَّهرِ.. يحلو الثمرُ.. ويطيبُ الطَّعمُ.. طعمُ حصادِ اليد التي مسَّدت تراب الحقل بلمسةِ حنوٍّ ورعاية.. اليد التي أرادت أن تكتبَ على تراب هذا الحقل قصّةَ الصبر والسّهرِ والكدِّ نحو غدٍ عامرٍ بالخيرات..

أرضُ الوحدة الإسلاميةِ باتت اليوم خصبةً على الرغم من اليباب الوافدِ مع الريح الاستعمارية الصفراء التي تؤلّب العصبيات الدينية والمذهبية والعرقية.. باتت هذه الأرضُ خصبةً بسبب ما زرعتْهُ الجمهوريةُ الإسلاميةُ من بذار متنوعةٍ في أرضٍ واحدةٍ وحقلٍ واحدٍ.. وسقتها بمياه عذبةٍ نميرُها لا ينضب لأنه من نبعٍ الرسالة السلسبيل..

نحن عندما نكرِّم آية الله الشيخ محمد علي التسخيري.. فإننا لا نفعل ذلك من أجل مجرّد بروتوكول يُعتمد عادةً في تكريم الشخصيات لغاياتٍ في نفوس أصحابها.. نقف لنكرّمه لأننا كنا على مدى سِنيِّ معرفتنا به مكرمين به.. ومنه.. وهذا هو ديدنُهُ في التعاملِ معنا..

يقول ربُّ العزةِ في كتابه الكريم من سورة التوبة: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.. الله عزّ وجل يرى ويسمعُ وهو أقربُ إلينا من حبل الوريد.. يرى أعمالنا وهو عالِمُ الغيب والشهادة.. والرسولُ يرى هل أن ما نتج من أعمالِنا هو مصداق ما أتى به في رسالته الربّانية؟.. أما المؤمنون.. فهم الذين يستشعرونَ هذا العمل وآثارَهُ.. ويرون النتائجَ من خلال ما خبِروه من أعمال الصالحين.. وبشهادة هؤلاء المؤمنين على عمل العاملين في سبيل الله يكون الفوزُ في الدنيا والشفاعةُ في الآخرة..

ما لمسناه في عمل سماحته هو الإيمانُ الذي يجعل من المسؤوليةِ تكليفاً وليس تشريفاً.. وكان مثالاً لمن يحمل المسؤولية ويتابعُ تفصيلات العمل كي يكون منجزاً على نحو يرضاه الله.. وما يُرضي اللهَ في منظوره هو ما يوصلُ إلى نجاح ما يقوم به..

لا يكلُّ ولا يملُّ صاحبُ همّةٍ عاليةٍ ونظرةٍ ثاقبةٍ للأمور.. يعيش الإسلامَ في قلبه حركةً وعملاً دؤوباً من أجل الدفاع عنه ودرء الشُّبهات.. في كل ساحات العمل الإسلامي نراه حاضراً.. في الميادين كافةً كان حاضراً وفاعلاً.. ولا يزالُ.. وعلى الرغم من المرض الذي ألمَّ به كان مجاهداً لنفسه.. ومعانداً للمرض.. ولم يُقْعْدهُ.. بل كان جامداً وصلباً يكابدُ في متابعة أدق التفاصيل من أجل إنجاح العمل..

البعضُ حين يكبُر.. تثقُلُ همّتُهُ لكنّ سماحتَهُ كبُرتْ همّتُهُ فلم يتقاعد كما يفعلِ الكثيرون في مثل هذا السن.. فكان العمرُ الذي مضى بالنسبةِ إليه أرضَ الخبرةِ.. وساحةَ التجدُّد..

سندبادُ الرسالة.. يسافرُ من أقصى الغرب حتى أقصى الشرق حاملاً فكر الإمام الخميني (قده) وداعياً للوحدة الإسلامية.. في كلِّ بلدٍ لهُ الترحيبُ والمكانةُ والاحترام.. يحلُّ في كلِّ مكانٍ فيكون همُّ التقريبِ بين المذاهبِ رفيقاً لمبسمه.. يسكُنُهُ شغفُ الوصول إلى إسلامٍ محمّدي أصيل.. يكون فيه الدينُ دينَ الوحدة والاعتصامِ بحبل الله.. وبذا يصحُّ عليه لقبُ داعية الوحدة الإسلامية التي تجلّت كلُّها من خلال كلماته وكتاباته وعمله الدؤوب.. نستحضرُ اليومَ ونحن نكرم هذا العالمَ الجليل.. كلَّ مفرداتِ التقريبِ.. وننهلُ من هذا المعين ما لا يروي عطشنا الدائم إلى الوحدةِ الإسلامية كوننا في تجمُّع العلماء المسلمين نعيشُ هاجس الوحدةِ ونعملُ من أجلها مقتدين بمناقب سماحة الشيخ..

إن من نكرم اليوم لا نغالي إن قلنا إن قيادته الحكيمة لمجمع التقريب بين المذاهب جعلت منه واحداً من أكبر المجاميع في العالم بحيثُ وضعه في مصاف كبريات المؤسسات الدعوية. ومع ذلك كلِّهِ بقي العنوانُ الأساسُ لشخصيته الرسالية التواضع..

بالعملِ والعلمِ.. ومواكبةِ التطورِ التكنولوجيِّ والمعرفيِّ.. وفي عصرِ الميديا والإنترنت كانت مؤسستُهُ حاضرةً في كل هذا التطور.. فاعلةً ومتفاعلةً.. وقد تجلى ذلك من خلال الموقع الإلكتروني للمجمع الذي يعدُّ بحق موقعاً من المواقع المحترفة في مجال الإنترنت..

هذا الشيخُ الجليلُ.. كان أيضاً مطَّلعاً ومهتماً بأخبار العالم الإسلامي من خلال وكالة أنباء التقريب التي تجمعُ لنا أخبار العالم الإسلامي وتضعها بين أيدينا كي نكون حاضرين في كل الساحات ومتفاعلين معها.. كان الشيخ ألتسخيري مسخِّراً لكلِّ طاقاته ليرقى بنا الحالُ إلى الاطِّلاع على كل أمور المسلمين كان فعلاً عارفاً بأهل زمانه ومستشعراً احتياجات ساحات العمل الإسلامي.. وعاملاً على تقديم الحلول لمشكلاتهم..

إن كل ذلك.. يجعلنا نقولُ بكل ثقةٍ سماحة آية الله الشيخ محمد علي ألتسخيري مثالُ العالم الحقيقي..

بورك عطاؤكم.. وها أنتم تحصدون بفرحٍ ما زرعتم بصبرٍ.. وبين الصبر والفرح خيطٌ رفيعٌ هو العزيمةُ الصلبةُ.. نحو مزيدٍ من النجاح.. ومزيدٍ من الإشراق.. بورك عملكم وجهدُكم..

سماحة آية الله الشيخ محمد علي ألتسخيري أسمحوا لي أن أقدم لكم باسم تجمع العلماء المسلمين درع التقديرِ من الدرجة الأولى تكريما لعطاءاتكم في سبيل الوحدة الإسلامية آملا أن يلقى منكم القبولَ وقد كتبنا عليه: "إلى سماحة آية الله الشيخ محمد علي ألتسخيري دام مؤيداً.. عند عتباتِ الانتظارِ ..لا يبقى مع الفرح بالفرج إلا صالحُ الأعمال.. وسماحتُكم في سعيكم ترنو إلى مراتبِ الكمال.. هذا الدرعُ تقديراً منا لدوركم في حمل رسالة الوحدة الإسلامية".

- كلمة المستشار الشيخ محمد علي التسخيري:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد البشرية محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه الأغر الميامين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكر العلامة الجليل الشيخ أحمد الزين والعلامة الجليل الشيخ حسان عبد الله على تفضلهم بهذا التشريف وأنا أعتذر بأني أقل بكثير مما تفضلا به.. لا أظني قمت بجزء صغير من الواجب الملقى عليَّ في هذا المجال وأسأل الله أن يغفر لي تقصيري فيه، عندما أحضر هذا المحضر الطيب أشعر بأن أملاً بعيد المنال يتحقق هنا في لبنان بلد المقاومة والعزة والجمال، هذه الأمثولة وهذا النموذج ليته يسري إلى كل العالم الإسلامي، أشعر أنه يشيرني إلى الغد القريب غد توحد علمائنا جميعاً لخدمة قضيتنا الكبرى ونسيانهم الكثير من التاريخ الدامي والمظلم الذي قعد بنا عن السير على طريق العلا والكمال، لكم مني كل التحية لكم مني كل التقدير ولكم من العلماء جميعاً كل الإخلاص لقضية الوحدة وأسأل الله أن يقتدي بكم كل علماء هذه الأمة لينهضوا بالحْمِّل الكبير.

 في ذهني جاءت هذه الخاطرة، رسول الله (ص) وهو يعود بجيشه الذي واجه تلك الصعوبة في أُحد تلك الهزيمة النفسية قبل الهزيمة المادية جاءته آيات سورة آل عمران لتطيب من قلبه ولتعالج هذا النقص في معنويات المسلمين، آيات ربما بلغت ستين آية أو أكثر فيها علاج رائع لكل حالة انهزام في المسيرة. من جملة هذه الآيات التي ذكرت آية جميلة تقرر هذه الحقيقة أن المؤمن يحول التهديد دائماً إلى فرصة، التهديدات لا تمزق شخصية المؤمن بل تشكل فرصة له ليزيد من إيمانه وليزيد من عزيمته وإصراره على تحقيق أهدافه الكبرى الآية الشريفة تقول: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.آل عمران-آية: 173.

 هذا التهديد بدل أن يمزقنا يعطينا قوة إيمانٍ وإصراراٍ على السير نحو الأمل الكبير لأننا مع الله ولأن الله معنا لأنه حسبُ المؤمنين ولأنه وكيلهم، من ينظر إلى حالة المسلمين آنذاك وهم في حالة من الضعف العظيم حتى أن المشركين في مسير رجوعهم إلى مكة وسوس لهم الشيطان أنكم حققتم نصراً ولكنه نصر ناقص لماذا لم تدخلوا المدينة ولماذا لم تقطعوا شأفة الإسلام والمسلمين وأنتم على قرب منهم لماذا رجعتم ؟

جاءت العيون إلى رسول الله تخبره بتصميم الكافرين وحديثهم. رسول الله (ص) طلب أن يجتمع المجروحون، أولئك الذين أصيبوا بجراح في معركة أحد، أمرهم أن يتجمعوا في الساحة في المدينة لينطلق بهم لمحاربة المشركين والمأثور عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أنه إن لم يأتي أحدٌ فسوف ينطلق لوحده في محاربة جيش المشركين وجاء المسلمون جرحى منهكين ولكنهم أسودٌ جريحة وتجمعوا هناك في غزوة للإنطلاق بغزوة تسمى " حمراء الأسد" تجمعوا بقوة  فهم مصرون على مقابلة المشركين إن جاؤوا من جديد ونقلت العيون هذه الحالة إلى أبي سفيان فانصرف عن مسيره وعاد من جديد يواصل الطريق إلى مكة.

أنا أريد أن أقول تلك الحالة من الضعف كانت في المجتمع، وكان التهديد ضد الأمة الإسلامية من كل مكان والتجمع كبير ولكن العزيمة أقوى، أكثر من هذا كانت قوة الكفر قوة الرومان قوة الأكاسرة حاولت أن تعرف ماذا يجري ورأينا كيف أن الرسول بعد هذا جهز هذا الجيش في تبوك ليبادر الشرك الرومي المبادرة الضخمة والرسول كان يعلم ما هي  عظمة القوة المواجهة لجيش المدينة ولمجتمع المدينة.

أريد أن أقول أن العالم يتجمع ضد رسول الله، الكفر يتحد ضد رسول الله ولكن القرآن يخاطبه بخطاب ينُسيه كل هذه الحال، يقول للمؤمنين: ﴿كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾.(البقرة: 143).

 أنتم يجب أن تكونوا شهوداً حضاريين على الأرض كلها على المسيرة كلها ويخاطبهم أيضاً: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: 110).

فأنتم خير أمة وأنتم الأمة الوسط، ينسى المؤمنون كل ما فيهم من ضعف ويتوجهون إلى قمةٍ حضارية يريدون أن يقودوا بها الحضارة عبر التاريخ، وهم على التوّ رجعوا من معركة توصف ظاهراً بأنها خاسرة.

أنا تذكرت هذه الحالة ونحن في وضعنا اليوم، أشهد أن الكثير من المؤامرات تمزق هذه الأمة، الكثير من الصراعات تُلبس لبوساً مذهبياً، الصراع هنا في لبنان بين مجموعتين سياسيتين تُلبس لبوس الحالة الطائفية، الصراع في العراق صراع سياسي يضفى عليه طابع مذهبي، الصراع في سوريا، الصراع هنا وهناك، هناك صياغة وهناك مؤامرة للأمة لأن تقول بأن كل ما يجري فيها من صراع إنما هو نتيجة الحالة المذهبية، بل هناك تركيز لنوعٍ من الشحن الطائفي ضد الأخر. أخبرني أحد الإخوة كان في لندن، يقول: هناك تلفزيون أُعطي لشيخٍ شيعي وهذا التلفزيون كل هدفه أن يوجه الإهانة للصحابة وأمهات المؤمنين، وأكثر من هذا رفع على مركزه بالون كبير يكتب عليه عبارة تهين الصحابة، وإلى جانبه تلفزيون أعطي لعالم سني. واضح أن هذه هي السياسة الإنكليزية الخبيثة، أن الانكليز أساتذة في هذا الصراع أعطوا لهذا الرجل الإمكانات وهو بالتالي يفتش عن نقائص الشيعة ويُظهر هذه النقائص واحدةً واحدة ويحذر السنة من الشيعة لوجود هذه النقائص.

العالم اليوم عالم الاستكبار يتحد ضد وحدتنا يتحد لتمزيقنا يتحد لقتلنا وذبحنا. القرآن في آية شريفة يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾. (المائدة: 51).

انظروا إليهم أقاموا ولاية فيما بينهم ضدكم رغم أن قلوبهم متنافرة اتحدوا ضدكم إلا تفعلون إن لم تكونوا أنتم بهذا الأسلوب تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، واقعاً أينما أتجه أجد هذا التحريك.

في أندونيسيا هذا التحريك، في ماليزيا هذا التحريك، في كل مكان نتحرك نجد هذا التحريك موجوداً كل ذلك ربما يبعث اليأس في القلوب بأن هدفكم بعيد لا يتحقق ومن أنكم تفعلون المستحيل، ولكن لا يبقى لنا إلا أننا نؤمن بهذا الطريق إلا أنا نؤمن أن طريق الله تعالى هو هذا الطريق، إن الله تعالى هو الذي رسم لنا هذا الخط والله تعالى معنا ولن يترنا أعمالنا. الله تعالى بعد معركة أُحد يقول: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. (آل عمران: 140). يجب أن لا تنسوا أن هذه الأيام بيد الله، إن آنستم إلى الله داولها الله وأعطاكم النصيب الأوفر.

ويقول في آية أخرى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾. (النساء: 104).

الله تعالى معنا.. الله هو الذي رسم لنا هذا الطريق لا اعتقد أن موضوع الوحدة قل التأكيد عليه بل كثر التأكيد عليه في القرآن الكريم حتى أن القرآن الكريم يعتبر أن التفرقة كفر ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾. (آل عمران: 105/106).

 نحن نعتقد أن خط الوحدة خط الإتحاد هو خط القرآن وأنه قدرنا وأنه طريقنا وأنه سبيلنا للوقوف بوجه التحديات الكبرى ولتحقيق أهدافنا العظمى كأمة شاهدة يُراد لها أن تكون نموذجاً حضارياً للعالم. الله تعالى إذن معنا وهو الذي ينصرنا اعتقد أن كل هذا التهديد يجب أن يزيدنا إصراراً وثباتاً على طريق الوحدة وعلى طريق الاتحاد وتأليف القلوب وتحقيق الأهداف القرآنية.

الآية القرآنية الأخرى وأعتذر إن كنت أطلت وأنتم أكثر مني علماً، الآية التي تتحدث عن نصر الله في مطلع الدعوة تقول: ﴿وهُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (الأنفال: 63).

 والله تعالى هو العزيز الحكيم وهو الذي ينصر هذه المسيرة المؤمنة ما دمنا بهذا الخط المقدس فنحن معه للنهاية.

لن تزيدنا محاولات التهديد إلا قوة وإيماناً بهذا الخط لن تزيدنا محاولات التهديد إلا إيماناً بهذا الخط وأقولها بصراحة رغم ما يبدو من سحب الظلام ورغم ما يبدو من بعثٍ على اليأس فإن هناك الكثيرَ الكثير مما يبعثنا على الأمل الكبير بالله تعالى حيث تتحقق الوحدة وحيث نستطيع أن نحقق كل آمالنا الكبرى التي أعطانا الله تعالى، وألقى المسؤولية بها على عاتقنا.

أعتذر إذا أطلت الكلام وأنتم أعزائي وأنتم الكبار وأنتم العلماء وإني لأفتخر بتكريمكم وأفتخر بهذا التجمع وكم سعيت لأن يكون هذا التجمع عالمياً ولكن هناك موانع موضوعية منعت من هذا السعي، لكني أعتقد أن غداً وحدة وغداً التحام القلوب والتحام الخطى قريب قريب إنشاء الله تعالى.

اعتذر إن كنت أطلت عليكم لكم مني عالم من الأحاسيس ولكم مني قلباً مليئاً بالحب والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.


 

اعلى الصفحة